باللهجة الدارجة: السعوديون ما لهم حل، وبالفصيح ما لهم وصيف. يتساوى في هذه السمة فقيرهم وغنيهم، قريبهم من المركز، ولصيقهم بالأطراف، إنهم حرب على من حارب الوطن وسلم لمن سالمه. القيادة عندهم هي الوطن والوطن هو القيادة، الملك مظلة الوطن، وولي العهد سيف العدالة. محافظة محايل عسير، كانت الأسبوع الماضي مركز المملكة في الاهتمام وهي تنتصب شامخة على صدر الكرامة بمائة وثلاثين شهيدًا طهرت دماؤهم الزكية الحد الجنوبي، وتحتزم منتشية بسيف العدالة يطاول شموخها بقيادتها عنان السماء. وكما قال شاعر الوطن البدر بن عبدالمحسن «ليس من قدم دمه كمن قدم قصائده»، فمحافظة محايل هي بدون منازع بلد الشهداء. أما أميرها، أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال ففي كلمات وصفها فأوجز «قطعة من ذهب لأن ثراها من ذهب». آلاف المواطنين صغارًا وكبارًا جعلوا شتاء محايل أدفأ بحرارة مشاعرهم الصادقة، لم يؤذن فيهم أحد بالحضور، وإنما انقادوا لنداء الوطن الذي أراد أن يكرم شهداء الواجب وذويهم في صدر الكرامة. وما أدارك ما صدر الكرامة. وإذ قلت إن السعوديين لا حل فيهم ولا معهم، فأنا أتكئ على معطيات صاغت الوفاء شعرًا، والإخلاص مواقف، والحدب على الوطن رسائل يسكبها الشاعر مفرح بن صمان في أذن الأمير الذي يرفع له عقاله معلنا وصول الأمانة. صوت ابن صمان الذي تزينه بَحته، يتهدج صدقًا، ويقطر وفاء، وتنداح كلماته طربة راقصة ترددها جبال تهامة وهو يشدو: إنه الوطن، يجمعنا بالحب، ويؤلف بيننا بعدالة الفرص، ويربط أطرافه بمركزه شرف الانتماء لأرضه الطاهرة، ويفاضل بيننا بما نسكبه من دمائنا له. و»بما أن التاريخ قد نقش اسم محافظة محايل في صفحة الأمجاد، ورصعها بأسماء شهدائنا، فقد استحقت أن تكون صدرًا فسيحًا للكرامة، يحتفي بها الوطن، ليكرّم رجاله الأوفياء من أهل المحافظة ومن غيرها، ويكسو بالإعزاز آباءهم وأمهاتهم، وزوجاتهم وأبناءهم وبناتهم، وإخوانهم وأخواتهم، ويظلهم بالإجلال تحت قبته، ويحوطهم بالتقديم والتكريم على صدره»، وإذا كان كلام أميرنا المحبوب تركي بن طلال في محافظة محايل وشهداء الحد الجنوبي ينضح صدقًا، فإن تحيتنا لسموه تنتح وفاء، وللوطن فداء. كم أنت جميل أيها الوطن.