قال ل«الجزيرة» رئيس هيئة التفاوض السورية د. نصر الحريري بأنه لا يوجد أيّ خلاف بين المعارضة السورية، وهي تمارس نشاطاتها وتدافع عن القضية السورية بكل قوة.. مؤكداً بأن مؤتمر الرياض (2) الذي عقد في المملكة وحّد صفوف المعارضة بكافة مكوناتها، وأصبحت اليوم تعمل وفق رؤية واحدة.. وأوضح الحريري بأنه لا تنازل عن القرار 2254 لأنه حق من حقوق السوريين الذي يحفظ كرامة الشعب السوري ويحقق مطالبهم. وبيّن الحريري أنه تم اللقاء مع المبعوث الدولي الجديد لسوريا السيد غير بيدرسون في الرياض، وتم بحث عدد من المواضيع منها موضوع الدستور السوري الجديد الذي تم الانتهاء منه، وموضوع المعتقلين في السجون السورية لدى النظام، ويجب إطلاق سراح هؤلاء الذين يقبعون في السجون دون أيّ ذنب سواء أنهم يطالبون بالحرية. كما تم بحث عودة اللاجئين وإمكانية حمايتهم من هذا النظام بعد عودتهم ولكننا أكدنا للمبعوث الأممي الجديد بأنه لا أمان لعودة اللاجئين في ظل وجود إيران وحزب الله على الأراضي السورية.. وأصبحت إيران في جميع مفاصل الدولة هي من يوجه القيادة السورية الحالية؛ وهم مصدر إزعاج وخطر للاجئين بعد عودتهم.. من هنا لابد من حماية ولا نفضل عودتهم إلا بعد طرد هذه المليشيات من سوريا.. لأن عودتهم قسراً سيجعلهم يواجهون التعذيب والقتل والتشريد. وأوضح الحريري بأننا قدمنا تصوراً كاملاً وشاملاً للمبعوث الدولي الجديد، وهناك كثير من العوائق والمعضلات؛ ولكننا متفائلون، لأنه كان مستمع جيد وتقبل الآراء التي تم طرحها.. مشيراً إلى أن العملية الانتقالية بالدستور مطلب لكل السوريين. وأشار إلى أن الوضع في سوريا معقد في ظل هذه الظروف العسكرية المعقدة والتي أدت إلى تراجع كبير في العملية السياسية، وأن الحالة أصبحت أشبه بالدمار والخراب، ولكننا نعوّل على جميع الأفكار التي تم طرحها على المبعوث الجديد من خلال خلق بيئة آمنة تستطيع إخراج القوات الأجنبية من سوريا خاصة إيران وحزب الله والمليشيات الأجنبية وتم الاتفاق على العديد من المسائل وتقارب وجهات النظر.. وأن تكون هناك فرصة لحلحلة العديد من الملفات، ولكن مثلما قلت وفق القرار 2254 وسنعمل مع المبعوث الجديد من أجل أن يعود الشعب السوري إلى بلده وليس لدى المبعوث الدولي الجديد أيّ تحفظات على ما طرحته هيئة التفاوض والمعارضة السورية. وكان المبعوث الدولي عند لقاء المعارضة مستمعاً أكثر مما هو متحدث.. ولا يوجد شيء حالياً جدي أكثر من لقاء لمعرفة وجهة نظرنا حول القضايا التي ذكرتها.. والإجراءات والبيئة الآمنة التي تصلنا إلى الخروج من هذه الأزمة.. وأضاف الحريري: إن المبعوث الدولي يعرف تماماً بأن المهمة ليست سهلة، ويدرك تماماً أنه المبعوث الرابع وتحقيق المعجزات ليس بالسهل، ولابد من توفر الإرادة لدى السوريين للدفع بالعملية السياسية وهو مستعداً لبذل الجهود.. وهو في طور وضع لأفكار للمضي عليها. وحول المطالبة من قبل حكومة بشار والروس بإعادة اللاجئين إلى الوطن أوضح الحريري بأن هذا فخ للاجئين من أجل رفع العقوبات عن النظام.. والنظام في بداية الثورة قال 7 ملايين متجانسون خير لي من 23 مليوناً غير متجانسين.. والنظام يعلم تماماً بأن هؤلاء هم ضد النظام، وهذا ليس من مصلحة النظام عودة ل23 مليون هو مجرد استقلال عودة اللاجئين من باب الإعمار.. مشيراً إلى أن الحراك المدني السلمي حالياً ظهر مجدداً وأصبح النظام في مشكلة. وبين الحريري بأن عودة اللاجئين لا يحتاجون إلى قرار من الأممالمتحدة ولا من المعارضة السورية.. ولا من النظام السوري ولا من روسيا للاجئين.. والنازحون يعلمون حقاً بطبيعة النظام بأنه نظام دموي.. ولكن بدون الحل السياسي والبيئة الآمنة لا يمكن عودة هؤلاء النازحين إلى داخل سوريا. وحول الجيش الحر قال: إن الجيش لا يزال يمارس مهامه ويدافع عن وطنه في المناطق التي هم موجودون فيها حتى الوصول للحل السياسي. وحول المعاناة التي تواجه اللاجئين والنازحين السوريين في البلدان في ظل هذه الموجة القارسة، قال نحن وجهنا نداءات عاجلة وأبلغنا المبعوث الأممي.. ونحن نقدر لمركز الملك سلمان جهوده في الإسهام تخفيف معاناة مواقع المخيمات في الأردن ولبنان وتركيا بالإضافة إلى دعم الإمارات.