تطرح الشركات والقطاعات الحيوية مبادرات وبرامج للتدريب والتأهيل في مجالات عدة متخصصة. ويأتي ذلك من منطلق مسؤولياتها الاجتماعية التي يتطلبها ويحتمها مبدأ الشراكة المجتمعية. وتأتي مخرجات هذه البرامج متواكبة مع أهداف رؤية المملكة 2030، وما سينعكس بشكل إيجابي على شباب وشابات الوطن من خلال الاستفادة المنتظرة والعائدة على أدائهم للعمل؛ إذ ستفرز هذه البرامج قياديين وقياديات متخصصين في المجالات التي يتطلبها السوق السعودي، ويواكب أداؤها التطور المتسارع في القطاعات الصناعية والتقنية العالمية. شركة «سار» تواكب الرؤية ومواكبة لأهداف رؤية 2030، وفي إطار سعيها لتنمية وتطوير الكفاءات الوطنية التي تحظى بدعم واهتمام كبير من قِبل القيادة الرشيدة، أطلقت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» برنامج «رواد سار» الذي يستهدف استقطاب المهندسين السعوديين حديثي التخرج، وتدريبهم، وإعدادهم للمساهمة في تحقيق الأهداف المستقبلية للشركة. وقد بدأ المرشحون بعد قبولهم النهائي مؤخرًا مراحل تدريبهم بعد اختيارهم من بين أكثر من 7 آلاف متقدم. ويعد برنامج (رواد سار) إحدى أهم المبادرات التي تقدمها شركة «سار» لتطوير قدرات ومهارات المهندسين السعوديين الخريجين حديثًا في مختلف التخصصات الهندسية. كما يعبِّر البرنامج عن التزام شركة «سار» بمسؤوليتها الاجتماعية، ووعيها بأهمية استقطاب الكفاءات الوطنية المتخصصة. وأكد المهندس محمد بن خليل الشمري المدير العام للموارد البشرية والخدمات المساندة في شركة «سار» أن برنامج (رواد سار) يُعد من أهم المبادرات التي تسعى من خلالها الشركة للمساهمة بشكل فعّال في توطين صناعة النقل السككي في المملكة، ومواكبة رؤية 2030 الطموحة؛ إذ يهدف البرنامج إلى تطوير الكفاءات الوطنية، وتنمية مهاراتهم، حتى تخريجهم - بمشيئة الله - ليمثلوا أول دفعة مهندسين سعوديين متخصصين في هذا المجال. لافتًا إلى أن المراحل المقبلة ستشتمل على قبول الشباب والفتيات (مهندسين وغير مهندسين) على حد سواء، وبعدد أكبر من المقبولين في هذه الدفعة. واعتبر الشمري هذه الصناعة إحدى الركائز الأساسية في منظومة النقل والخدمات اللوجستية في المملكة. وقد تمكنت سار بكل نجاح واقتدار من إعادة تشكيل ركائز هذه الصناعة عن طريق شبكاتها المتطورة التي تمتد من شمال المملكة إلى شرقها مرورًا بوسطها؛ لتصبح الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» بكل جدارة من أهم المؤثرين الرئيسيين في منظومة النقل. وختم المدير العام للموارد البشرية والخدمات المساندة حديثه بالشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاح هذا البرنامج، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي ل»سار» الدكتور بشار المالك، وكذلك نواب الرئيس وموظفو قطاعَي التشغيل والبنية التحتية. متمنيًا لمهندسي المستقبل (رواد سار) التوفيق والنجاح في مسيرتهم القادمة. من جانبه، قال مدير برنامج (رواد سار) إبراهيم الهويش: إن هذا البرنامج تم تصميمه بالمشاركة مع الزملاء في قطاعَي التشغيل والبنية التحتية لتطوير منهج تدريبي، يشمل الجوانب العملية والنظرية في مجال النقل السككي، وليكون الأول من نوعه في المملكة؛ وهذا ما جعله يحظى بالإقبال الكبير من المتقدمين؛ إذ وصل عددهم إلى ما يقارب 7000 متقدم في النسخة الأولى للبرنامج. مضيفًا: هذا الإقبال دلالة على المكانة المتميزة التي تتمتع بها «سار» في سوق العمل - ولله الحمد -؛ فقد تم - بحمد الله - اختيار النخبة من المتقدمين بعد تجاوزهم سلسلة من الاختبارات والمقابلات العملية والتخصصية. وكشف عن أن المرشح سيحصل على دورات خارجية في القطاع خلال مدة التدريب في البرنامج؛ لكي يتعرف عن قرب على الجوانب العملية والنظرية بمجال النقل السككي في الدول الرائدة في هذا المجال. وأشار الهويش إلى أن هذا البرنامج يحمل شعار «سكة مهنية متميزة»، ويأتي - بلا شك - ترجمة لأهداف إدارة الموارد البشرية؛ إذ يعمل موظفوها جاهدين لتحقيقها مواكبة للتطلعات. المرشحون يتحدثون عن البرنامج وفي جانب ذي صلة تحدث بعض المقبولين في البرنامج.. وأوضح عبدالعزيز العقيلان أحد خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (تخصص هندسة كهربائية) عن آلية القبول في البرنامج وخطواتها، وقال إنه خاض تجربة جميلة خلال 4 أشهر، هي مدة الاختبارات والمقابلات. لافتًا إلى أنها شهدت منافسة كبيرة وتحديًا ماراثونيًّا على المقاعد المتاحة. مشيرًا إلى أنه لم يعرف الكثير عن شركة «سار» وعن قطاع السكك الحديدية مسبقًا، لكنه قرأ عن برنامج رواد سار، ولفت نظره آلية التوظيف والمميزات المقدمة. وعن مدة التدريب في البرنامج أكد العقيلان أن المدة سنة تدريبية، وهي تعتبر كافية، وخصوصًا أن التخصصات الهندسية مرتبطة ببعضها؛ فتخصص الهندسة الكهربائية جزء من الهندسة الميكانيكية. أما عمار شكري (تخصص هندسة ميكانيكية من جامعة كاليفورنيا) فأبان أن قصة تعرُّفه على شركة سار كانت من خلال قطار الحرمين السريع بالمنطقة الغربية بحكم ملكيتها البنى التحتية بالمشروع. وأضاف: كان لدي الفضول أن أتعرف أكثر على سار ومجال السكك الحديدية؛ فتحمست كثيرًا للعمل بالشركة. وحول نظرته لقطاع السكك الحديدية يرى شكري أنه حسب المخطط له وفق رؤية 2030 - إن شاء الله - سيكون هناك تغطية لمعظم مناطق المملكة بالشبكة الحديدية، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. معربًا عن أن الشيء الذي يثلج الصدر أن تلك المشاريع ستكون بأيدٍ سعودية بدءًا من الصيانة إلى القيادة.. وهذا يحمس الشاب السعودي للعمل فيه وتطويره. بدوره، أشار محمد الدخيل (تخصص هندسة مدنية) إلى أنه مهتم بقطاع السكك الحديدية قبل قبوله في هذا البرنامج، وذلك منذ العمل على مد السكة الحديدية لقطار الشمال التي تمر بجوار الزلفي، وقال إن الإعلان الذي تم طرحه في مواقع التواصل الاجتماعي للبرنامج جذبه للتقديم استنادًا إلى المزايا الوظيفية التي وفرتها شركة «سار». أما مهنا أبا الخيل (تخصص هندسة مدنية) فأكد أنه مهتم بقطاع النقل بالقطارات منذ وجوده للدراسة، وقال: إنه أثناء دراستي في بريطانيا أستخدم القطارات كثيرًا في تنقلاتي، وحين تم طرح البرنامج كنت من أوائل المتقدمين، وتم قبولي - ولله الحمد -. وعن تقييمه للبرنامج أوضح أبا الخيل أن سوق العمل في حاجة إلى مثل هذه البرامج الطموحة التي تحقق التطلعات؛ فهذه الطريقة بعيدة عن الأساليب التقليدية في التوظيف.. حاثًّا الشركات الحكومية والخاصة على أن تدعم الشباب والشابات ببرامج ومبادرات مشابهة، ستثمر في النهاية عن مخرجات قيادية متميزة، تضيف لسوق العمل السعودي. وعزا عبدالعزيز المالكي (تخصص هندسة صناعية من الولاياتالمتحدةالأمريكية) توجهه وحماسه للتقديم في هذا البرنامج إلى رغبته في العمل في قطاع السكك الحديدية؛ كونه مجالاً جديدًا على المنطقة قبل التوسع الذي تشهده المملكة حاليًا بدخول قطار الشمال وقطار الحرمين السريع للخدمة مؤخرًا. وأضاف: قبل تقديمي في البرنامج كنت متابعًا لجميع ما تطرحه شركة سار، ودعمها للكوادر السعودية في جميع المجالات، ودعمها لأهداف رؤية 2030؛ فهي شركة رائدة في قطاع النقل، وكان حلمي أن أعمل بها. من جانبه، أكد عبدالرحمن اللفت (هندسة صناعية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) أنه يطمح إلى المشاركة في الارتقاء بقطاع النقل بالقطارات؛ كونه قطاعًا حديثًا بمنطقتنا، بما يحقق أهداف الرؤية. مبينًا أنه تعرف على برنامج رواد سار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد عبدالرحمن الغامدي (تخصص هندسة ميكانيكية من جامعة كليفليند الأمريكية) أنه تعرف على شركة «سار» من خلال أنها ضمن المشاريع التي تتوافق مع أهداف رؤية 2030. وأضاف: علمت أن الشركة لديها خطط توسعية. أما عن البرنامج فهو يستثمر في المهندسين الشباب؛ ليصبحوا قادة يطورون القطاع. كما أن وضوح البرنامج للمهندسين أعطاهم الارتياح للعمل. من جهته، قال المهندس الصناعي خالد مداوي: أنظرُ إلى شركة «سار» بأنها من الشركات الطموحة التي تساعد الشباب في تحقيق تطلعاتهم المستقبلية. مشيرًا إلى أن الشركة بدايتها قوية، ودخلت مجالاً لديه احتياج كبير في المملكة من ناحية نقل المعادن والركاب وغير ذلك؛ لذا نراها متمكنة من السوق على المدى البعيد. كذلك يرى المهندس الكهربائي معاذ العوفي أن شركة «سار» لها كيانها في قطاع النقل، سواء في مجال نقل الركاب أو التعدين، ولديها مشاريع وبنية تحتية ضخمة. وفيما يخص معايير برنامج (رواد سار) يرى العوفي أن البرنامج من أفضل البرامج، سواء في الجانب الدراسي أو العمل على الطبيعة؛ فالبرنامج يشمل جميع القطاعات الهندسية، كما ينمي مهارات المهندسين؛ ليصبحوا قادة المستقبل.