من الجيل الثاني والرعيل المتفاني في خدمة الدين والقيادة..حلق في الأجواء طيارًا وتسلق قمم المعالي مغوارًا فجمع القيادة والريادة عسكريًا وتوجيهيًا في شخصية واحدة واحد فكانت يمناه «قبضة» نصر وهيمنة انتصار وتلويحة معنى. إنه أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود أحد أبرز أسماء الجيل الثاني من الأسرة المالكة. بوجه نضر وسيم محفوف بملامح أميرية مسجوع بنظرات سمو تجمع الطيبة والهيبة مع عينان تشعان بالاقتدار وأناقة عامرة ارتدت البزة العسكرية المكتظة بنياشين الانتصار والاعتبار ثم أعقبته بزي وطني أنيق يتكامل على قوام رشيق صنعته مهارات التدريب ومعسكرات الطيران وطلة بهية تشبه والده وتتقاطع مع أخواله، وصوت مشفوع بلغة فصحى ما بين المقتضبة والمرنة وسط تفاصيل شخصية صنعت «الغوث» واستلهمت بالعون ووطدت سيرتها كمحفل بشري وسددت ذكرها بنتاج تنموي. قضى الأمير تركي بن طلال سنينًا من عمره عسكريًا يقود ملاحم الطلعات الجوية وقياديًا يرسم ملامح الإستراتيجيات الأرضية حتى استقر «أميرًا» يكتب لعسير الإنسان والمكان قصة مع التاريخ ومشهد مع العطاء. وُلد الأمير تركي بن طلال محفوفًا بتربية سياسية عميقة وأبعاد فكرية متعمقة، حيث ركض في قصر والده مخطوفًا إلى «حظوة « الخطابات الأميرية و»سطوة» الاعتبارات الأسرية التي جعلته يحفظ تعاليم أبويه سبرت أغوار مواهبه التي كان يلقيها كمناظرة طفولية بريئة أمام أب أغدق عليه ببشائر النصح وأم أشبعته بعطايا الحنان واتجاهات تربوية كان يجمع نصابها في كشكوله الصغير الذي كتب عليه «أمنيات العمر» وسجل فيه «طموحات المستقبل» كان شغوفًا بوالده عطوفًا بوالدته متخذًا منهما اتجاهين للفضل ومسارين للنبل، فكبر وفي قلبه بشرى للغد ووسط عقله ذكرى للمستقبل منتهلاً من اعتزاز الأبوة الإنجاز والاعتزاز ومن حنان الأمومة الاحترام والإتقان، فربت في داخله معادلات مركبة وسط أسرته التي رأت فيه نموذج للفلاح وسرًا للكفاح فأحاطته بالأمنيات وحوطته بالدعوات. فنشأ بين القصور الملكية باحثًا عن أسرار الامتياز وعلانية التميز. ركض الأمير تركي بين أقرانه متفوقًا دراسيًا يستمع بإنصات لأسراب الطائرات الحربية وهي تستعرض في سماء الرياض منبهرًا بالعروض الجوية التي استعمرت قلبه وغمرت وجدانه فكانت «الأثر الأول» الذي جعله يطير إلى أكاديمية «سانت هيرست» حاصدًا النجوم والأوسمة والمراكز الأول ليعود إلى أرض الوطن حاملاً في قلبه «الوطنية» وفي مهجته «الحنين» مسطرًا في الميادين والدواوين «مشاهد» للنبوغ فكان «صقرًا» يستجمع «الهمم» وينال «الغنائم» جوًا وأرضًا. سيرة دراسية وعملية حافلة بالتأثير والأثر، حيث نال الأمير طلال بكالوريوس في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف ودرس بأكاديمية ساندهيرست الحربية البريطانية وكلية طيران الجيش بأمريكا وحصل على دورات قيادية عدة مدنية وعسكرية، ومنحته جامعة عمان العربية الدكتوراه الفخرية. سلمه والده الثقة فكان الممثل الشخصي له وتنقل في مناصب عدة بالجيش السعودي حتى حصل على رتبة عميد طيار ويرأس مجلس أمناء مؤسسة مينتور العربية للوقاية من المخدرات والهيئة الاستشارية لمباني الجامعة العربية المفتوحة. والمشرف العام على مبادرة نلبي النداء الإغاثة. وقد اختارته الثقة الملكية كنائب لأمير منطقة عسير العام الماضي ثم أميرًا لها في السابع والعشرين من ديسمير 2018. تشرب الأمير تركي من ينابيع «الإغاثة» ومشارب «الإعانة» وفتح عينيه على محافل «الجود» في أيادي والده البيضاء فانجذب إلى النبل والفضل باكرًا وعمل فيه ميدانيًا، فكان مصلحًا مفلحًا يدير اللقاءات ويجمع المختلفين ويلم المفترقين متجاذبًا مع حنين طفولي بالتراث وعمق فكري بالفكر وقام بقيادة مساعٍ عدة للصلح في قضايا القصاص بين القبائل، وقام بعمل مبادرة تجسيد ملحمة فتح الرياض وترميم قصر العناقر التاريخي. وقاد عمليات إغاثة عاجلة للإخوة الفلسطينيين وللجمعيات الأهلية إبان الحرب الإسرائيلية عام 2006 على لبنان و2009 بغزة وأسس مبادرة نلبي النداء لإغاثة اللاجئين السوريين ويرأس الهيئة الإشرافية لمباني الجامعة العربية المفتوحة. تحت توقيع الأمير تركي بن طلال الرسمي ووقعه الإنساني استأنست عسير وتعانقت سراتها وتهامتها وسواحلها في «أتفاق» قبلي و»ووفاق» شعبي مشرع بالثقة موشح باليقين للمضي تحت أمارته في «ركب الانفراد» وقافلة «التفرد» بطموح يعانق أعلى الصروح.