لو لم تكن قضية خاشقجي لاختلقت تركيا لها ألف قضية خاشقجي، أيضًا إيران لو لم تجد الحوثي في اليمن لاختلقت ألف جماعة إرهابية في اليمن، كذلك قطر لو لم تجد الربيع العربي وجماعة الإخوان المسلمين لاختلقت وصنعت ألف ثورة وربيع وجماعات إسلامية، هذه الدول الثلاث كانت تتربص بالوطن العربي منذ سنوات، قطر منذ 1995م وهي تعد عدة التخريب والتآمر، وإيران من عام 1979 وهي تعمل على التوسع السياسي وتصدير الثورة، وتركيا بدأت أطماعها منذ احتل العراقالكويت عام 1990م واعتقدت أن كعكة الوطن العربي جاهزة للتقسيم، فتجمعت مصالح الدول الثلاث عام 2003 عندما احتلت أمريكاالعراق. أوراق الوطن العربي مكشوفة وعلى الطاولة، وثورات الربيع العربي كشفت ما تبقى منها أو ما أخفى جبرًا عن الآخرين، ولكن رغم الهزيمة العربية أمام قوى وحلف تركياوإيرانوقطر إلا أن التحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية قد أفشل مشروع الدول الثلاث لخلق الفوضى في الوطن العربي بدعم ومساندة غربية سابقة، حين جاء التصحيح من أمريكا برحيل أوباما وكلينتون والفريق المؤيد للسياسات الإيرانية بالمنطقة، ومقاطعة الرباعية لقطر وإرجاعها إلى حجمها الطبيعي، وإغلاق الباب أمام تركيا من دخولها للمنطقة العربية وجعلها تغرق مع الأكراد في حرب تطول ولا تقصر تقلص مطامع الأتراك في الوطن العربي. إذن حرب اليمن هي التي كشفت كل الأوراق والنوايا والأفعال في العراق وسورية ولبنان واليمن وجعل إيران ترمي بأوراقها على الطاولة وتواجه مصيرها مع الحصار الأمريكي وبداية الانهيار في الداخل الإيراني، ولن تهدأ المنطقة العربية إلا مع هزيمة إيران ومشروعها التوسعي السياسي والمذهبي، وإرجاع قطر عبر ضغط الدول الرباعية إلى الساحة العربية، وجعل تركيا في إطار صراعها مع الأكراد، وبالمقابل على الدول العربية أن تستيقظ من روح الانهزام وكابوس الثورات العربية وتعيد بناء دولها بعد نهاية مرحلة ربيع الفرس والترك وقطر في المنطقة.