من «بؤرة» للإرهاب.. إلى مركز حضاري شامل.. ومن منطقة مبان عشوائية.. إلى منطقة تحاكي عراقة الماضي.. وأصالة الحاضر.. وتطرق باب المستقبل.. «العوامية» أبت أن تكون بؤرة للإرهاب.. لتكون مشروعا تنمويا عملاقا. ففي محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية.. يبرز المشروع الحضاري لتطوير وسط «العواميّة» الذي يجمع تصميمه بين أصالة الماضي للمنطقة الشرقية والطابع المعماري الحديث الذي تعيشه المملكة، وذلك على مساحة تقدر ب180 ألف متر مربع، تتوفر فيه خدمات: سياحية، وثقافية، واجتماعية وترفيهية لأهالي القطيف وزوارهم. المركز الثقافي ويضم المشروع الذي تم إنجاز 98 % منه، مبنى المركز الثقافي الذي يتربع على مساحة 5323 مترًا مربعًا وهو قلب المشروع، ويوجد فيه ثلاثة مباني تجمع بينها مظلة كبيرة تغطي الساحة الرئيسة، ومكتبة وقاعة للمؤتمرات والمعارض، علاوة على خمسة أبراج بنيت من الطين تقع على مساحة 866 مترًا مربعًا، وصمّمت لتكون مرجعًا بصريًا ترشد الزائرين بوجهتهم وهي تحاكي التاريخ المعماري للمنطقة. مبنى تراثي كما يحتوي المشروع على مبنى تراثي بمساحة 1200م مربع، صمّم بهوية معمارية جميلة تميزه جدران سميكة ونوافذ صغيرة ضيقة، ويحيط بالفناء ممراً مظللاً بالعوارض الخشبية، إلى جانب السوق الشعبي الذي يقدر بمساحة 4327 مترًا مربعًا، ويتكون من سبعة مباني متفاوتة الأحجام، وفي كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو اثنين أعدت للاستثمار، ويضم بعضها شرفات مفتوحة لاستخدامها كمقاهي أو استراحات للزائرين أو لعرض البضائع، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء. حدائق وعلى مساحة 94 ألف متر مربع من المشروع، تقع الحدائق والمتنزهات منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء مستوحاة من البيئة الزراعية للمحافظة لتجمع بين أشجار النخيل والشجيرات الملونة بعدد 200 شجرة نخيل، و 500 شجرة ملونة، تحوي بين طياتها أماكن للأنشطة الترفيهية وملاعب الأطفال في الهواء الطلق، والشوارع المحيطة للمشروع تقوم بخدمة مرتادي المشروع وتوفر سهولة وصولهم، حيث تم تصميم الشوارع المحيطة بثلاثة شوارع تربط المشروع مع أحياء العوامية وتصلها بباقي مدن المحافظة، بالإضافة إلى توفير عدد 250 موقفًا للسيارات. معالم معمارية ويشتمل مشروع العوامية الحضاري على عدد من المعالم المعمارية التي توفر خدمات متعددة لأهالي القطيف، استخدم فيها عدة عناصر في التصميم الخارجي كالمعالم التاريخية مثل: الأبراج، وعيون الماء القائمة التي رُبطت ببعضها البعض بواسطة قنوات تمثل القنوات المستخدمة قديما للري، كما استخدمت المواد الطبيعية مثل: الخشب، والصخور لاستحداث بيئة تراثية تعيد إلى الأذهان الكثير من الذكريات القديمة لأهالي القطيف، ناهيك عن ساحة مركزية تتوسط المشروع صممت لإقامة المناسبات الوطنية والترفيهية كاليوم الوطني واحتفالات العيد. البداية وكان المشروع قد انطلق برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، حيث قام سموه بوضع حجر الأساس لهذا المشروع خلال شهر فبراير 2018م معلنا سموه انطلاق هذا المشروع التنموي بوسط العوامية بمحافظة القطيف.