تزخر منطقة تبوك بالعديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصور التي عصر الإسلام. أما الآثار الإسلامية التي احتفظت بها المنطقة فمتنوعة منها القلاع كقلعة المويلح والأزنم وتبوك ومنها القصور الصحراوية كقصر شواق الواقع إلى الضفة الجنوبية لوادي شواق المسمى الحواويط وقصر شغب الواقع في المكان المسمى بالنابع ومنها الكتابات والنقوش وهي إما كتابات تزيينية كما هو واضح على لوح الرخام الذي عُثر عليه في موقع الملقطة بالبدع الذي كتب عليه آية الكرسي وسورة الإخلاص بخط كوفي. أو كتابات على شواهد القبور كما في قبر ذات الحاج حيث كتب عليه باللغة التركية القديمة الذي ما زال محفوظاً في مركز ذات الحاج. وكذلك توجد كتابات ونقوش تاسيسية وتجديدية كالنقش الموجود على واجهة قلعة الأزنم المؤرخ بعام 916 ه من عصر السلطان المملوكي قانصوه الغوري، إضافة للنقش المنفذ على مسلتين حجريتين في بركة المعظم الواقعة إلى الجنوب من تبوك والمؤرخ بسنة 676ه في عهد السلطان المملوكي الأشرف شعبان. ومن الآثار الإسلامية في منطقة تبوك المستوطنات التعدينية وهي عبارة عن قرى صغيرة مبنية من الحجر البازلتي مكونة من مجموعة من البيوت المتجاورة أو حجرات بسيطة يتوسطها مصلى صغير في بعض الأحيان. وقد سجلت المسوحات الأثرية عدداً منها كمستوطنات المتقابل وأم قريات وأبو المرو وأبو القزاز وجميعها تقع بالقرب من محافظة الوجه إضافة إلى مستوطنات الغال والبهيمة والريشة الواقعة شرق محافظة ضباء، ومستوطنة الغر قرب عينونة، إضافة إلى وجود كتابات تذكارية ومخربشات بالمنطقة يقوم بتسجيلها المسافرون على الطرق التي تمر بالمنطقة وقد عثر في (بدا) على مائتين واثنى عشر نقشاً تذكارياً تركها المسافرون والحجاج على صخور جبل شهيبة بدا الشمالية. ومن أهم الآثار في منطقة تبوك: قلعة تبوك إحدى محطات طريق الحج الشامي المتجه من الشام إلى المدينةالمنورة ويعود تاريخ إنشائها إلى عهد السلطان سليمان القانوني سنة 967ه 1559م وجدد بناؤها في عهد السلطان محمد الرابع سنة 1064ه - 1653م، حيث سجلت أعمال هذا التجديد على بلاطات خزفية لا تزال موجودة على المدخل، ثم جددت القلعة مرة أخرى في عهد السلطات عبدالمجيد بن محمد 1260ه - 1844م وكتب في تلك المناسبة نقش وضع فوق محراب المسجد. وفي العهد السعودي الزاهر جددت عمارة هذه القلعة عام 1370ه، وتم ترميمها من قبل وزارة المعارف ممثلة في الوكالة العامة للآثار عام 1413ه، وتتكون القلعة من دورين يحتوي الدور الأول على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر وهناك درج يؤدي إلى الدور العلوي الذي يحتوي على مسجد مكشوف يعلو المسجد السفلي وغرف ودرج يؤدي إلى الأبراج التي تستخدم للحراسة والمراقبة. وكانت القلعة في الماضي مكاناً لاستقبال الحجاج القادمين من الشام أما الآن فهي من المعالم الأثرية المهمة بالمنطقة. البدع «مدين» وتقع إلى الشمال الغربي من تبوك على بعد 225 كيلومترا وهي واحة قديمة بها قبور منحوتة في الصخور ترجع العصر النبطي، كما بها موقع لمدينة قديمة وموقع آخر لمدينة من الفترة الإسلامية المبكرة يعرف باسم الملقطة. آثار تيماء وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك على بعد 263كم وهي من الواحات القديمة التي تضم آثاراً عديدة يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام, حيث عثر فيها على آثار ونقوش ترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد وآثار أخرى يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية المبكرة ومن أهم آثار تيماء (بئر هداج وقصر الحمراء ومسلة تيماء الشهيرة المكتوبة بالخط الارامي وقصر البجيدي) الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي. قرية وتقع إلى الشمال الغربي من مدينة تبوك على بعد 79 كم وهي عبارة عن مستوطنة سكنية وزراعية تعود إلى مطلع الألف قبل الميلاد. وقد اكتشف فيها العديد من الأدوات الحجرية التي ترجع إلى العصر الحجري. كما توجد بها أفران وفخار وأسوار ممتدة في السهل وترتفع إلى قمة جبل تحفة السهول من كل جانب، إضافة إلى المعابد وجداول توزيع المياه التي تشبه نظام الري في منطقة البدع يرتبطان ارتباطاً وثيقاً من حيث الأقسام الزراعية والصناعية، ويعد موقع قرية من المواقع الأثرية المهمة بشمال غرب المملكة. عينونة وتقع على بعد 100كم إلى الشمال من محافظة ضباء وساحلها يقع على ميناء الأنباط الشهير (لوكي كومي) المدينة البيضاء التي لا تزال آثارها باقية في واحة عينونة قرب العين وعلى ساحل البحر الأحمر في المكان المسمى بالخريبة، وبجانب هذه المنطقة النبطية توجد آثار الاستيطان الإسلامي. المويلح وتقع إلى الشمال من محافظة ضباء على بعد 45 كم ويوجد بها في الناحية الشمالية بئران يرجع تاريخهما إلى العصر المملوكي. أما القلعة فيرجع تاريخها إلى عصر السلطان العثماني سليمان القانوني، وقد بنيت سنة 968ه كما هو مدون على مدخلها. وتعتبر من المحطات الرئيسة على طريق الحج المصري، وأكبر قلعة شيدت على طريق الحج في ذلك العصر. منطقة حسمى «جبل اللوز» تقع منطقة حسمى إلى الغرب من مدينة تبوك، ومن أهم آثارها جبل اللوز وهو من أعلى السلاسل الجبلية في منطقة حسمى التي تعد جبالها امتداداً لجبال السروات من غرب تبوك حتى وادي رم بالأردن ويسمى جبل اللوز لوجود شجر اللوز به، وتنتشر في المنطقة الرسوم الصخرية التي يرجع تاريخها إلى حوالي 10.000 سنة قبل الميلاد، بالإضافة إلى النقوش القديمة والكتابات الإسلامية. وقد ازدهرت المنطقة تجارياً بسبب موقعها الجغرافي المتميز. قلعة الأزنم تقع إلى الجنوب من مدينة ضبا على بعد 45 كم وهي من محطات طريق الحج المصري خلال العصر المملوكي والعثماني، شيدت في عصر السلطان محمد بن قلاوون ثم أعيد بناؤها في عهد السلطان المملوكي قانصوه الغوري سنة 916ه وتتكون من فناء ووحدات داخلية وحجرات مستطيلة ونصف دائرية وديوان كبير. كما تزخر منطقة تبوك بكثير من المواقع الأثرية العديدة التي سجلها التاريخ عبر الصور الماضية.