تتجه الأنظار لعروس الشمال حائل مجدداً لحائل التاريخ والناس وحائل المطر والطبيعة وحائل الآثار والمآثر ويمتد تاريخها الشهير إلى عصور ما قبل التاريخ ومروراً بعصر ما قبل الإسلام والعصور الإسلامية، حيث كانت من أحصن المواقع في جزيرة العرب الأمر الذي حماها من غزو ملوك الحيرة في العراق وملوك الغساسنة في الشام حتى توحيد المملكة عام 1351ه (1932م) ويعد كريم العرب حاتم الطائي أحد نبت هذه الأرض الكريمة بطبعها وأهلها. وتضم منطقة حائل أبرز المواقع الأثرية مثل موقع الرسوم الصخرية في (جبل أم سنمان) بمدينة جبة وموقع (جبلي راطا والمنجور) بمحافظة الحائط وكذلك جبل ياطب وقلعة أعيرف التي تقع في وسط مدينة حائل فوق قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية، وكذلك مدينة فيد التاريخية التي تعد من المواقع الثقافية المهمة وأقدم المستوطنات في الجزيرة العربية حيث تعتبر موطناً لقبيلتي أسد وطيء في الجاهلية بالإضافة إلى محافظة الحائط التي تضم المباني التراثية التقليدية والمواقع الأثرية ومواقع الكتابات والرسوم الصخرية ومبنى القشلة الأثري الذي يقع في قلب الوسط التاريخي والتجاري بمدينة حائل الذي شيد قبل أكثر من ستين عاماً بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الجميلة مثل الكهوف وفوهات البراكين والمرتفعات الجميلة والصحراء والحياة النباتية والحيوانية بما في ذلك أنواع متعددة من الحياة البرية رغم قلة عدد الحيوانات في أغلب المناطق. وتعد حائل من مراكز الحضارات القديمة التي عاصرت الآشوريين والبابليين كما تدل على ذلك الآثار والنقوش القديمة على الأحجار والصخور من كتابات ثمودية وصفوية وغيرهما التي تمثل تراثاً تاريخياً سياحياً جذاباً، حيث زارها عدد من الرحالة الأوربيين المعروفين في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين رغم أن السفر إليها كان شاقاً وصعباً. وتقع منطقة حائل في وسط الجزء الشمالي من المملكة العربية السعودية وتحيط بها خمس مناطق إدارية/ منطقة الجوف والحدود الشمالية وتبوك والمدينةالمنورة ومنطقة القصيم وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي أكسبها أهمية خاصة وذلك لكونها معبراً للطرق البرية للدول الواقعة في شمال المملكة وشمالها الشرقي حيث يتجه المسافرون إلى مكةالمكرمة وبقية مدن المملكة من خلالها كما أنها كانت طريقاً تاريخياً للقوافل التجارية والحجاج قديماً. ويوجد في حائل العديد من الحرف والصناعات التقليدية المنتشرة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها حيث أماكن الحرفيين والأسواق الشعبية تفوح بعبق الماضي العريق لمجتمع حائلي، حيث تتواجد صناعات السدو والنسيج والصناعات الخوصية وصناعة النجارة والمنتجات الخشبية وصناعة الدلال وأدوات القهوة والصناعات الحديدية والمعدنية وصناعة الندافة وصناعة الأحذية والمنتجات الجلدية ومستلزمات الرحلات كل ذلك بنى حضارة زاهرة من عادات وتقاليد وقيم ونظم وأعراف قيمة وفق أسس ومبادئ الشريعة الإسلامية الغراء. وفي حائل تستمتع بالفنون التراثية الأدبية كالشعر والقصص والحكايات والأساطير والعرضات الشعبية والغناء والأهازيج المتنوعة عبر عدد من الشعراء والأدباء التي أنجبتهم المنطقة. كما تحوي الرياضات التراثية كالفروسية وسباقات الخيل العربية الأصيلة والهجن العربية والصيد بالصقور والكلاب السلوقية والمغامرات الرياضية المرتبطة بطبيعة المنطقة الجميلة كرياضة تسلق جبال أجا التي تتوفر بها أماكن مناسبة لهواة التسلق وكذلك رياضة «التطعيس» على رمال النفود لمحبي تحدي الرمال بسيارات الدفع الرباعي وأيضاً ممارسة رياضة التزلج على الرمال والرماية وكرة القدم. وفي حائل ترى أنواعًا من الأزياء والحلي وأدوات الزينة الشعبية وأصنافًا غنية ومتنوعة من المأكولات الشعبية المميزة ليس على مستوى المملكة فقط بل على مستوى الدول المجاورة مثل أكلة: المقشوش والهريسة والكليجا والجريش والثريد والحنينيية والصبيب والمرقوق. وتقدر مساحة منطقة حائل التي تتميز بالمناخ القاري بنحو 118.232 ألف كم2 حيث تشغل نحو 6 % من إجمالي مساحة المملكة وتتألف من أربعة أقسام إدارية رئيسة تشمل ثلاث محافظات ومركز المنطقة وتضم 66 مركزاً إدارياً. وتعد منطقة حائل عروس الصحراء ومنطقة الكرم والضيافة حيث ولد بها الشخصية المعروفة حاتم الطائي المعروف بكرمه الفياض بالإضافة إلى أنها مهد سياحة الثقافة والتراث، فعلى أراضيها تبرز معالم أثرية وتاريخية تعود إلى أزمان مختلفة تمتد إلى ما قبل التاريخ مروراً بالعصور التاريخية المختلفة ووصولاً إلى تاريخنا الحديث. وتضم منطقة حائل العديد من المهرجانات كمهرجان رالي حائل الدولي ومهرجان الصحراء الدولي ومهرجانات الصيف التي تقام خلال الإجازة الصيفية بعدة مواقع سواء بمدينة حائل أو في المحافظات أو المدن والقرى التابعة لها الأمر الذي نشط السياحة وجلب المنشآت السياحية ودور الإيواء والنزل السياحية حيث تضم مدينة حائل 3 فنادق و3 شقق فندقية و160 شقة مفروشة إلى جانب وكالات السفر والسياحة البالغ عددها 26 وكالة وكذلك 30 مرشداً سياحياً بالإضافة إلى 14 رخصة سياحية زراعية.