لقد بايعنا قبل أكثر من ثلاث سنوات ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا على الكتاب والسنة ؛ طاعة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ومنذ تلك البيعة المباركة ونحن ولله الحمد في نعمة من الله - عز وجل - ثم في حسن رعاية وتمام ولاية من لدن مقام خادم الحرمين حفظه الله ، حيث تتابعت المراسيم والأوامر الملكية ، وتواصلت القرارات الوزارية ، وترادفت الإنجازات الحضارية التي تصب في صالح الوطن والمواطن بما يكفل - بإذن الله - العيش الرغيد والحياة السعيدة والأمن والاستقرار في كل شبر من ثرى هذه البلاد العظيمة المباركة. ولا زلنا - ولله الحمد - نرى قوة المتابعة ، والحرص والمثابرة ، وتواصل المواظبة في القيام بما يكفل دوام ذلك وتكثيره ونشره ، حيث توالى المسؤولون ممن أولاهم - حفظه الله - ثقته في تنفيذ هذه المنجزات ورسمها على أرض الواقع عبر رؤية وطنية واضحة تبني الحاضر وتستشرف المستقبل أمد الله خادم الحرمين بعونه ، ووصله بتوفيقه وحفظه ورعاه. ومن كمال رعايته وحسنها ، وتمام متابعته وقوتها هذه الزيارة الملكية المرتقبة لمنطقة حائل ، حيث ينتظر الجميع في حائل هذه الزيارة الميمونة المباركة لما لها من أثر عظيم ووقع كبير في أفئدة أبناء هذه المنطقة الغالية في قلب مليكنا المفدى كبقية مناطق المملكة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال مروراً بكل شبر من أرض الرخاء والعطاء ، ويأتي هذا القدوم الكبير ضمن تفقد مليكنا - حفظه الله - أحوال المواطنين عن كثب ، والوقوف على ما تنعم به المنطقة من تقدم وازدهار ، والشد على أيدي من أولاهم - حفظه الله - تنفيذ ما فيه راحة المواطن ورفاهيته وتقديم ما يكفل له العيشة الهنيئة الكريمة والتي ما زالت قائمة ومستمرة من قيام هذه الدولة المباركة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الأمين - حفظهما الله ورعاهما وسدد في الخير خطاهما - . إن هذه الزيارة العظيمة في خبرها ومخبرها تأتي ضمن التواصل والتلاحم الذي عليه ملوك هذه البلاد منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الملك سلمان - حفظه الله -، تلاحم قائم على المحبة ، ونابع من التقدير والاحترام المتبادل ، ومستمد من الشريعة الإسلامية المباركة ، والعروبة الكريمة الأصيلة ، فليس من الغرابة والعجب ما نراه من الود الفياض المعبر عنه بشتى الوسائل الذي يظهر حب المليك لرعيته وحب الرعية لمليكها ، فالله حبانا ولاة منا ونحن منهم ، قريبون منا كقربنا منهم ، توطدت عرى التواصل وتوثقت عبر عقود طويلة من الزمن حتى نتجت هذا النسيجَ الاجتماعي الذي ليس له نظير على وجه المعمورة في حسنه وبهائه ، وفي قوته وتماسكه . إن هذه الزيارة الملكية تحمل في طياتها - بفضل الله تعالى - ما فيه صالح المنطقة وأهلها، حيث يفتتح ويدشن - رعاه الله - مشاريع تنبئ عن حرصه - أيده الله - على بلوغها الهدف الذي من أجله أنشئت ، ووصولها لأعلى ما يمكن أن تصل إليه من خدمة بكفاية عالية وأداء متميز كما عهدناه في كل مشروع يرعاه أيده الله. فأهلاً وسهلاً بكم يا خادم الحرمين ، لقد قدمتم أهلاً ووطئتم سهلاً ، فحياكم الله وبياكم ، قلوبنا قبل ألسنتنا ترحب بقدومكم المبارك ، والقلم يعجز عن رسم كل ما في الفؤاد من محبة وتقدير ، ومن فرح وسرور ، ومن شوق وانتظار لهذه الزيارة الميمونة . وفقكم الله يا خادم الحرمين وحفظكم ورعاكم ومرحباً بكم. ** ** عبد العزيز بن إبراهيم العجيمي - مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل