في العام 1933م أي ما يقارب الخمس وثمانين عاماً كان الرهان الأول للمملكة العربية السعودية وطناً وقيادةً وشعباً على البترول الخام الذي فاض من آبار في المنطقة الشرقية أشهرها حقول الغوار وشيبه وأبوسعفه والسفانية وخريص وغيرها الكثير باحتياطات ثابتة تتجاوز 267 مليار برميل وبتوظيف فاق الستين ألف موظف وموظفة، ثم تلا ذلك دخولنا عهد البتروكيماويات، حيث أنشئت الهيئة الملكية للجبيل وينبع فتمخض عنها شركات رائدة مثل سابك وصدارة ومجمعات ضخمة للصناعات البتروكيمائية والتحويلية وفرت فرص عمل تجاوزت 35000 وظيفة للمواطنين وغير السعوديين عزَّزت من خلالها الاقتصاد الوطني بدءاً من العام 1976م، حيث أصبحت المملكة في مقدمة منتجي ومصدري الايثلين والميثانول والكيميائيات المتخصصة على مستوى العالم. وفي العام 1998م كانت وثبة أخرى دخلنا من خلالها رهاناً جديداً تمثَّل في الإنتاج والتصدير بعد أن أمضينا زمناً طويلاً في البحث عن التعدين عبر مواقع تنقيبة عدة أبرزها مواقع اللقطة وقرية عقال وموقع الخوار ضمن مناجم تعدينية مهمة بحثاً عن الذهب والنحاس والكروم والتيتانيوم والزنك. وقبل ثلاث سنوات وتحديداً منذ بداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- ظهرت بوادر جديدة أبرزها: كسب رهان المواطن والشباب السعودي الواعد والمتعلّم والمؤهل تأهيلاً عالياً بفضل الله أولاً ثم بفضل دعم مسيرة التعليم في الداخل والخارج لأبناء هذا الوطن، والأمر الآخر هو تحسين المستوى المعيشي للمواطن السعودي من خلال خفض نسب البطالة وتحفيز الاستثمار وتوليد وظائف في القطاعين العام والخاص وتحسين إدارة المال العام وتعزيز صناديق الاستثمارات العامة وتطوير آلياتها وبرامجها ومنافعها على المديين المتوسط والبعيد من خلال محفزات متعدّدة ومن أشهر البرامج التي اتخذت في هذا الإطار وظهرت جلية في رقم ميزانية الدولة للعام المقبل هو الشروع لفتح مجالات جديدة للاستثمار الخلاَّق والجاذب عبر شراكات إستراتيجية مع شركات عالمية لها باع طويل في المجالات العسكرية والمدنية المتنوِّعة والتي سينتج عنها إيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين وتحفيزهم أيضاً على خوض غمار الصناعات المتجددة والمتطورة من خلال بعض البرامج الطبية والعسكرية التي كانت تستورد من الخارج ليتحقق من خلاله كسب رهان غير مسبوق يتمثَّل في خفض اعتماد الميزانية المقبلة إلى ما نسبته 50 % على النفط الخام وهذا هو الرهان الأكبر الذي من خلاله سنحافظ على المنجزات ولنقل عقب كل ذلك مجدداً عاش ملكنا وسمو ولي العهد رمزين غاليين للوطن. ** **