نجح الأمير الشاب ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، خلال خطابه التاريخي أمام «منتدى الاستثمار»، في إشاعة حالة من التفاؤل والأمل والسعادة وسط السعوديين، مُنهيًا حالة القلق وانتشار الشائعات التي أعقبت حادثة وفاة الصحفي جمال خاشقجي، وواضعًا حدًا للجدل المثار حول القضية بوضوح وشفافية أراحت الجميع. ولم يقتصر حديث ولي العهد على بث الأمل والتفاؤل وسط السعوديين فحسب؛ بل جاء مبشّرًا بمستقبل باهر واقتصاد مزدهر لكل العرب، رافعًا سقف طموحاتهم لأن تصبح منطقة الشرق الأوسط بعد سنوات قليلة «أوروبا الجديدة»، ليرفع حديثه من آمالهم في واقع أفضل، ويستحق بذلك أن يُوصف ب»مُلهِم العرب» بحق وحقيقة، خاصة أنه لم ينسب الفضل في إحداث التحول الاقتصادي بالخليج لنفسه، بل رد الفضل في ذلك للشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، الذي كان يستمع باهتمام وفخر لكلمات سمو الأمير. لقد تابع العالم بترقب كبير حديث الأمير الذي جاء قويًا ومعبّرًا وصادقًا، بكلمات بسيطة دخلت قلوب الملايين، وكانت جنبات صالة المؤتمر تهتز بالتصفيق المدوي من قِبل المشاركين مع كل كلمة ينطق بها سموه، قبل أن تهتز وتتداعى كل أماني وآمال المتربصين والمرجفين الذين تباروا في نشر الشائعات والسيناريوهات الكاذبة لتجريم المملكة وأميرها، منتظرين أن يظهر الأمير مهزومًا أمام ضيوفه، لكنه خيّب آمالهم وخذل أمانيهم وتوقعاتهم، فارتدت ادعاءاتهم الخائبة وأمنياتهم المريضة إلى نحورهم، وخلال أقل من عشر دقائق، هيمن الصمت على كل الأبواق التي ظلت تنعق ضد المملكة وشعبها طوال الأسابيع الماضية، ولم يترك لها شيئًا تقوله سوى التكرار الممل لأحداث تجاوزتها القضية. لقد ظهر سمو الأمير أمام ضيوف المنتدى الذي حقق نجاحًا لافتًا بشهادة الجميع؛ كجبل «طويق»، شموخًا ومنعةً ورسوخًا في عمق التاريخ، كيف لا وهو حفيد الملك المؤسس، وابن قائد الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. بدا الأمير سعيدًا مزهوًا ومنشرحًا بما تحقق حتى الآن من نجاحات اقتصادية كبيرة في وقت قياسي، مستعرضًا أرقامًا أذهلت الجميع، وبرهنت على قوة اقتصاد المملكة وتنوعه، وطالب بأن نصدق لغة الأرقام فقط، وليس حديثه، لكننا نقول لسموه: نحن نصدّقك ونصدّق رؤيتك قبل أن نصدق الأرقام؛ فما تحقق ما كان له أن يتم لولا قيادتك للإصلاح والتحول الوطني لاقتصاد المملكة، في ضوء توجيهات قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه وأمد في عمره-. ويظل وقوف الشعب خلف ولي عهده ودعم برامجه الطموحة، أكبر دافع ومحفز له لتحقيق مزيد من النجاحات والبرامج الكبيرة، فهو كما قال ما كان ليحقق كل ذلك لولا وجوده وسط شعب عظيم وجبّار لا توقفه المصاعب والتحديات.