انطلاق منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار بالعاصمة الرياض تحت منظومة متجددة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تعني للوطن والمواطنين الشيء الكثير، لعل من أبرزها ما نعيشه في خضم الثلاث سنوات من العهد الميمون، والذي يشهد هذا الحراك الاقتصادي الهائل فيما يمس المرافق الحياتية والمستقبلية، بعيون ملؤها التفاؤل والعزيمة والطموح اللامحدود. والفاحص للدول العشرين وغيرها من الدول الناشئة يلاحظ أن الاقتصاد والتعليم يمثلان عصب الحياة وتطورها وازدهارها واستقرارها، فالدول الغنية قد استفادت كثيراً من الصحة وتسخيرها للتقنية والتكنولوجيا في أكثر من منتج، خاصة أن كبرى الشركات الصيدلانية في العالم والضالعة في العلاج الصحي بمستوياته وتفصيلاته الدقيقة ليدرك المقدار الهائل الذي يدخل في ميزانياتها بما يعود على أوطانهم بالنفع العريض. ولا يخفى أهمية مراكز وجود مراكز الأبحاث والدراسات لكل المجالات الحياتية والعلمية، وتأثير ذلك على التقدم العلمي والنهضة الصناعية وديمومتها، بل وتفوقها المستمر لما يتميز به العقل البشري في تعليمه بمقدراته الذهنية على تسخير العلوم والبحث العلمي من خلال المجالات الحياتية البسيطة منها والمعقدة، ولنأخذ على سبيل المثال المركبات السائرة والطائرة التي جعلت النقل بأنواعه المتعددة أكثر أمناً وراحة وأقل تكلفة، بحيث فتحت شهية العديد من الشركات الرائدة في هذا المجال في جانبيه المدني والعسكري للتوسع في إيجاد بيئة أفضل في المجالات الصناعية والتجارية من خلال المعمل ولما رأوه من تأثير كبير قد مس كل مشارب الحياة. وها هي المشاريع العملاقة في المجالات الصناعية والبنية التحتية وتقنية المعلومات والحواسيب والسياحة والفندقة وتخصيص مدن كبيرة لهذه المجالات قد استقطبت العديد من الشركات أمثال والت ديزني ودايلمر وبنز ومايكروسوفت وأبل للاستفادة من الثورة المعرفية والرقمية لتحقيق دخولات مالية هائلة. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وغداً: ما الذي يحول دون اللحاق بالركب العالمي على غرار الصين وسنغافورة وكندا والبرازيل والسويد وماليزيا وكوريا الجنوبية، والتي تفوقت كل واحدة منها في جوانب معينة، هل هي الموارد البشرية أم التخطيط الاستراتيجي أو الاستثمار المالي أم البيئة التجارية والأسواق الواعدة وحرية التنقل ورأس المال؟ وماذا لو أضفنا مع مدن البتروكيماويات والطاقة النظيفة المتجددة مجالات أخرى كالألومنيوم واليورانيوم والتعدين في الصناعات والتكنولوجيا المدنية والعسكرية.. وكيف يمكن تسويق أنفسنا في عالم المال والأعمال والبورصات كمحركين للسوق العالمي مع ربط الاقتصاد والاعلام ليكونا هما الرهان المضمون الذي من خلالهما تصل الدول المنتجة إلى كل ما تريده وتتمناه وسنرى -آنذاك- بعيوننا السعودية كل العالم. ** **