سألني أحدهم: - لماذا الأدب السعودي؟ أليس هو عربيًّا؟ قلت: نعم.. ولكنه مهمش في عقر داره، ندرس الأدب المصري تحت مسمى الأدب العربي، وكل معلم عربي يدرس أدب بلاده. (جامعة الإمام) حاولت تدريسه تحت مسمى: الأدب العربي، ولم تفلح؛ لرفض المتعاقدين تدريسه. جئت إلى فرع الجامعة في القصيم لحل الإشكال متقاسمًا الساعات مع المتعاقد، ولما لم تجد المحاولات أقرت الجامعة مادة (الأدب السعودي). إنه قرار اضطرار، أدى إلى نتائج إيجابية، لقد دخل المتن بقوة عبر الرسائل العلمية بالمئات، وأصبح في متناول المتعاقدين كافة، ولاسيما أن طائفة من الأدباء السعوديين جسروا الفجوات بينه وبين الآداب العربية، ومكنوه من الحضور الفاعل بدءًا من عبدالله عبدالجبار، وشحاته، والفلالي، ومرورا بالغذامي والبازعي والربيع وغير أولئك كثير. حتى لقد أصبح أدباء العالم العربي يكرسون حضورهم من خلال تناوله، والإشراف على الرسائل العلمية عنه. لكل هذا أرى أن يُكتفى بمادة (الأدب العربي)؛ ليكون الأدب السعودي في متنه، ومن ثم نقطع دابر التساؤل، ولاسيما أن الجامعات العربية لا تدرس آدابها تحت مسميات إقليمية. عنت لي هذه الفكرة بعدما أيقنت أن الأدب السعودي يعيش حضورًا نديًا مشرفًا، وأن الأدباء والنقاد كافة على علم به. ما أعتز به أن رسالتَيّ الماجستير والدكتوراه عن الأدب السعودي، وعشرات الدراسات والكتب والمقالات عنه. ولست وحدي المهتم به، بل هناك المئات من الأساتذة الأكاديميين الذين ألَّفوا عنه، وحاضروا، هذا فضلاً عن الأدباء والنقاد العرب. دمج مسماه في الأدب العربي مؤشر ثقة، وقطع لدابر التساؤلات. مشروعية المسمى لم تكن كما هي إذاك؛ فلكل زمان متطلباته وحيثياته.