من الحصان إلى السيارة الكهربائية، ومن الحمام الزاجل إلى الواتساب، طفرة التطور نالت من كل شيء، فهل ترى أنها ستأتي عند ملاعب كرة القدم ولا تغيّرها؟ هل ستاد تشيلسي في بدايات القرن الماضي هو نفسه ملعب ستامفورد بريدج الآن؟ بالطبع لا.. عندك ملعب؟ أهنئك، أنت ناد متميز عن أكثر من 25 % من أندية العالم التي لا تملك ستادات خاصة بها، ليس على هذا فقط أهنئك، بل لأنك أيضاً امتلكت ورقة النجاة في عالم الاقتصاد الرياضي والتسويق والاستثمار، طوق النجاة الذي ينقذك من ديون، كما فعل دورتموند الألماني الذي كاد يفلس في 2005 إلى الحد الذي ساعده فيه غريمه بايرن ميونخ مالياً. فجأة استخدم دورتموند طوق النجاه، ستاده، باع حقوق تسمية الملعب لشركة سيجنال أيدونا بارك الألمانية، ليصبح هذا الإستاد هو الأكثر امتلاءً لسنوات متتالية حتى هذه السنة، بمتوسط حضور 80 ألف متفرج في المباراة، يدخلون للنادي 148 مليون يورو، أي ما يصل إلى 44 % من إجمالي مداخيل النادي! وفي ألمانيا ستاد أليانز أرينا، ليس مجرد ملعب، يقول لك كريستيان أوسلمان (تقني ستاد أليانز) بفخر، أننا نمد خدمة الإنترنت عند طريق الWide WiFi لمساحة الإستاد كلها وما حولها، بحيث تغطي استخدام 100 ألف شخص!، يقول لك أيضاً شاشات الملعب نفخر بها في ستاد البايرن، حيث تبلغ 200 متر بجودة Ultra HD. أما كارل هاينز رومينيجي رئيس البايرن التنفيذي فيقول لك بكل صدق «لولا وجود أليانز أرينا، فإن قصة نجاح بايرن ميونخ في آخر 10 -12 سنة لم يكن لها وجود! أول شيء في مرحلة الاكتفاء الذاتي هو: ستاد النادي، رئيس توتنهام دانيال ليفي في مشروعه العام الماضي لتحويل توتنهام لقوة كبرى في الاقتصاد الرياضي، قال إنه لن يتعاقد مع أي لاعب! بالفعل توتنهام صفر إنفاق هذا الموسم . وقال إنه لن ينفق 200 مليون لجلب لاعب أو اثنين كما تفعل الأندية الكبيرة بسوء إدارة مالية.. فهذا المال سنجدد به ملعب الفريق وايت هارت لين.. بالفعل المشروع الآن في مراحله الأخيرة. والأرباح المتوقعة بوجود الإستاد الجديد 306 ملايين باوند سنوياً . أما تشيلسي فبدأ بخطوات في إعادة تجديد ستامفورد بريدج.. بتكاليف 500 مليون باوند، لتكون الخطوة الأولى في تحقيق أهداف النادي الحالية وهي مضاعفة الأرباح خاصة من مبيعات التذاكر وعقود الرعاية لتصبح 650 مليون باوند على الأقل. كل هذه الأمثلة وأكثر تجعلنا نطمئن أن أكثر قرار فائدة في تاريخ الأندية الأربعة الكبرى: الهلال والأهلي والنصر والاتحاد: هو قرار بناء 4 ستادات موافقة لأحدث الملاعب العالمية، كستاد مرسيدس بنز في ولاية جورجياالأمريكية، بسعة 35 ألف متفرج، لو حضر نصفهم في مباريات الدوري السعودي، فهذا معناه زيادة ضخمة في مبيعات الأندية من تذاكرها، وأيضاً من متاجرها بملاعبها! وقتها سنلمس الأثر بأنفسنا، عندما تتحول كل مباراة لنزهة ممتعة «مريحة» للمشجع السعودي، يتذكّرها دائماً خاصة لو اقترنت بإنجازات وبطولات تتحقق على أراضي هذه الملاعب.. محلياً وقارياً! بسرعة! في عجالة إجابة السؤال: ما أهم المزايا التسويقية لإستاد النادي؟.. حسناً سأقول: الهلال والأهلي والاتحاد والنصر.. حضور جماهيري أكبر.. مبيعات تذاكر أعلى.. نقاط بيع ومطاعم وكافيهات تربح.. فروع لمتاجر الأندية ومبيعات أكثر.. وفرص عمل في كل هذا.. لكوادر شبابية من المملكة!