أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني افتتاح معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في «متحف اللوفر أبوظبي»، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يوم الأربعاء 7 نوفمبر القادم، ويستمر حتى 16 فبراير 2019م. ويعد معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، واحدًا من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت التراث الحضاري للمملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم من خلال إقامة المعرض في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية. وقد شكل المعرض فرصة مهمة وحيوية لإطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية، وما تزخر به من إرث حضاري كبير، ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور. وخلال السنوات الثماني الماضية، وتحديدًا منذ الثالث عشر من يوليو عام 2010م، قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتنظيم المعرض في 14 محطة دولية، توقف خلالها في أشهر متاحف العالم، وقدم عروضًا مميزة لعدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضي المملكة امتدادًا لحضور المملكة العالمي، ومكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين، وكذلك دورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية انطلاقًا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكَّل محورًا رئيسًا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرًا للتواصل الحضاري عبر العصور، وبين العديد من حضارات العالم القديم. وقد ضم المعرض أكثر من 460 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالعاصمة الرياض، وعدد من متاحف المملكة المختلفة. وأُقيمت أولى محطات المعرض في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، ثم أُقيم تباعًا في مؤسسة «لاكاشيا» ببرشلونة، ومتحف الإرميتاجبروسيا، ومتحف البرجامون ببرلين، ثم انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ إذ أُقيم في متحف ساكلر بواشنطن، ومتحف «كارنيجي» ببيتسبرغ، ومتحف «الفنون الجميلة» بمدينة هيوستن، ومتحف «نيلسون-أتكينز للفنون» بمدينة كانساس، ومتحف «الفن الآسيوي» بمدينة سان فرانسيسكو، ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بافتتاح المعرض في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو في 1 ديسمبر 2016. وأذن لانطلاقة المعرض إلى محطاته الجديدة في آسيا؛ إذ أُقيم في المتحف الوطني في العاصمة الصينيةبكين الذي رعى الملك سلمان وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية حفل اختتامه في 16 مارس 2017م، ثم أُقيم في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، ثم في المتحف الوطني الياباني بالعاصمة اليابانية طوكيو، إضافة إلى تنظيمه في المتحف الوطني بالرياض ضمن المعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول). ويحط المعرض في متحف اللوفر بإمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضمن معارض وأنشطة متبادلة بين البلدين اللذين تربطهما علاقة أخوية وطيدة، وقواسم تاريخية مشتركة، بالتوافق مع احتفال دولة الإمارات الشقيقة بمرور عام على افتتاح المتحف، و»عام زايد» احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي حديث له عن المعرض قال مانويل راباتيه، مدير اللوفر أبوظبي: «لطالما شكلت شبه الجزيرة العربية نقطة للتبادل الثقافي والتجاري والحضاري. وجذور اللوفر أبوظبي مترسخة في تاريخ هذه المنطقة الأصيلة. يشكل هذا المعرض فرصة مهمة بالنسبة إلينا لدراسة هذا التراث الغني من جديد، والاحتفاء به من خلال مجموعة رائعة من القطع الأثرية التي تروي - إلى جانب قطع مجموعتنا المتنامية - حكاية عربية من منظور جديد». من جانبه، شدد الأستاذ جمال عمر نائب الرئيس لقطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية على أهمية المعرض لما يجمع البلدين الشقيقين من علاقة خاصة ومميزة، وما يشتركان به من تكامل حضاري، وإرث تاريخي.. ولأنه المحطة الأولى في الجزيرة العربية خارج المملكة، خاصة أنه يبرز حضارات الجزيرة العربية كلها، وطرق التجارة القديمة فيها. مشيرًا إلى المتابعة المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للمعرض نظرًا إلى أهمية ومكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكامها وشعبها لدى المملكة قيادة وشعبًا. وأضاف: المعرض رغم تركيزه على حضارات المملكة إلا أنه يهتم بإبراز حضارات الجزيرة العربية التي كانت ملتقى للحضارات، ومحطة رئيسة لطرق التجارة القديمة؛ إذ كانت تمثل حلقات مهمة ورئيسة في التسلسل الحضاري والتاريخي لهذه المنطقة الاستراتيجية في العالم. وأشار إلى إضافة قطع للمعرض في هذه المحطة، تعكس جانبًا من الأنماط المعيشية في الحضارات المشتركة في الجزيرة العربية، خاصة المتعلقة منها بالصحراء والفروسية والجِمال والصيد بالصقور ووسائل الصيد الأخرى في الصحراء.