شكّل التكوين الجيولوجي والظواهر الجغرافية - الطبوغرافيا - شكلت نمط الاستيطان القديم، الذي كان يقوم على تلازم المدن مع الأودية أو مصادر المياه الجوفية بحكم وقوع المملكة في شبه جزيرة صحراء قاحلة، لذا تأسست معظم مدننا القديمة على الأودية، إضافة إلى الهجر والقرى التي أنشئت في مرحلة التوطين الأولى النصف الأول من القرن العشرين، وما تلاها في مرحلة التنمية الاقتصادية، حتى جاءت مرحلة تحلية مياه البحر المالحة التي تنقل عبر الأنابيب.. فالاستيطان قرب مجاري الأودية رغم أهميته للحصول على المياه العذبة إلا أن له مخاطر كبيرة جداً تدفع ثمنه مدننا الكبيرة: جدة، الرياض، تبوك، الطائف، جازان، حفر الباطن، وادي الدواسر، القريات، بيشة، وتقريباً معظم مدن الساحل الغربي. وهذا يتطلب عمل مشروعات ضخمة من تصريف السيول وهندسة الأودية والشعاب التي تشكل خطورة على السكان. يتمحور الاستيطان والتوطين وإنشاء المدن في بلادنا حول عدد من البيئات المتباينة والمتعاقبة من الغرب إلى الشرق: - البحر الأحمر: يمتد بطول حدودنا الغربية تقع عليه معظم المدن الكبيرة غرب المملكة: جازان، القحمة عسير، القنفذة، الليث، الشعيبة مكةالمكرمة، جدة، رابغ، ينبع، أملج، الوجه، ضبا، شرمة تبوك، حقل. - السهل الساحلي تهامة: يقع بين البحر الأحمر والمرتفعات الغربية. - المرتفعات الغربية: تمتد بطول البحر الأحمر من الجنوب جبال السروات، والأوسط جبال الحجاز، والشمالية جبال مدين. وتقع عليها العديد من المدن منها: قرى جازان، أبها، خميس مشيط، النماص، الباحة، الطائف، مكةالمكرمة، تبوك. - الهضاب الداخلية والمرتفعات والحرات: هضاب نجران، عسير، نجد، الحجاز، حسمي، وجبال طويق، وجبال أجا وسلمى، وتقع داخلها العديد من المدن ومناطق كاملة منها مناطق: نجران، عسير، الرياض، القصيم، حائل، تبوك. - الرمال: قوس من الرمال يمتد من شمال غرب المملكة حتى جنوب شرق، (النفود الكبير بالجوف ونفود الدهناء والمظهور والثويرات ونفود عريق البلدان ثم الربع الخالي)، تقع عليه مناطق ومدن: نجران والرياض والشرقية والقصيم والجوف. - الهضاب الشرقية: الصمان، الحجرة، الحماد، الوديان، وحرة الحرة. ويقع داخلها مدن وقرى الحدود الشمالية. - الساحل الشرقي ورمال الجافورة: بطول الخليج العربي، تقع عليه مدن ومراكز الشرقية، الهفوف، الخبر، الدمام، الجبيل، الخفجي. هذا التباين والتعاقب بين المظاهر الجغرافية من مرتفعات وهضاب عالية وحافات وسهول ساحلية وتهامية زاد من سرعة وشدة انحدار السيول، لذا شكلت الأودية خطورة كبيرة على المدن وجعلتها على موعد مع الفيضانات والتجريف والغمر.