أكد الاتحاد السعودي لكرة القدم الأثنين الماضي «استمرار مسابقاته خلال الفترة المقبلة بما في ذلك فترة نهائيات كأس أمم آسيا للمنتخبات المقامة في يناير 2018، والتي ستستمر خلالها مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين دون توقف، وأنه سيتم خلال هذه الفترة السماح بمشاركة ثمانية لاعبين أجانب، وأنه سيتكفل برواتب لاعبي الأندية المنضمين للمنتخب الوطني، وأنه لن يلتفت لكل ما يثار حول ذلك قبولاً أو رفضاً، ولن يتأثر بما يتم طرحه...». اتحاد الكرة فاته أن يذكر في البيان الحيثيات التي استند عليها في قراره، وهل القرار يتفق مع اللوائح والأنظمة، ومع مبادئ العدالة في واحدة من أهم المسابقات الرياضية، ولم يذكر المصالح المتحققة من استمرار الدوري رغم المشاركة الهامة للمنتخب، وهل تفوق مضار التوقف؟. السؤال الآن : هل أيام الفيفا والمعسكرات التي تصاحبها والمباريات التي تُلعب فيها أهم من مشاركة المنتخب الأول في بطولة أمم آسيا التي يسعى الأخضر للعودة بكأسها بعد غياب (22) عن الفوز باللقب، ويسعى لمسح مشاركته الباهتة في آخر نسختين من البطولة، والتي لا تتناسب مع تاريخه الحافل في البطولة؟.. أليس من الغريب أن يتوقف الدوري لمجرد مباراة ودية تسبق المشاركة الرسمية بفترة طويلة، وبعد جولة واحدة فقط من انطلاقته، ثم يستمر بالتزامن مع مشاركة رسمية هامة، هي الثانية بعد المشاركة في المونديال، والتي لم تشهد جميع المراحل التحضيرية لها إيقاف الدوري وحرمان الأندية من لاعبيها. وهل فات على اتحاد الكرة أن مشاركة المنتخب ولعب الأندية من شأنه أن يقلل من اهتمام الجماهير الرياضية في متابعة المنتخب والدوري على حدٍ سواء، حيث سيتوزع ذلك بين الدوري وبطولة آسيا، كما أن غياب النجوم سيحد من قوة الدوري ومن الحضور الجماهيري فيه، ومن متابعته في الداخل والخارج، وهو ما يتنافى مع مساع جعله واحداً من أقوى دوريات العالم، ومع مسماه دوري النجوم، حتى التغطية الإعلامية ستتوزع بينهما، والجميع يدرك أن اتحاد الكرة يهمه حضور فاعل للمنتخب، بجانب دوري قوي يحظى بمتابعة واسعة في الداخل والخارج. اتخاذ قرار ما - أياً كان - في البداية لا يعني التمسك به والإصرار عليه، كثير من القرارات يتم التراجع عنها عندما يبدو لصاحب القرار أن هناك مشكلة في قراره، وأن هناك خيارات أخرى أفضل منه، التراجع عن القرار الخاطئ ليس ضعفاً وليس عيبا ولا يمكن أن يقلل من متخذ القرار، بل هو أمر يصنفه المتخصصون في الإدارة شجاعة، تفضي إلى تجاوز سلبيات محتملة تفوق الإيجابيات المتوقعة من القرار. اتحاد الكرة يقول: إنه «لن يلتفت لكل ما يثار حول ذلك قبولاً أو رفضاً، ولن يتأثر بما يتم طرحه، مشدداً على ضرورة التزام الأندية ومسؤوليها بما يصدر عن الاتحاد ولجانه دون محاولات التأثير بشكل أو بآخر على قراراته التي ستظل بمنأى عن الأهواء والميول» والمسألة هنا ليست تحدياً فكل قرار معرض للأخذ والرد والقبول والرفض، المسألة تحتاج فقط لدراسة مستفيضة للخيارات المتاحة، واتخاذ القرار المناسب. بقي على بطولة آسيا عدة أشهر ومن الصعوبة تحديد عدد اللاعبين الغائيين عن كل فريق، والأعداد الحالية معرضة للزيادة والنقص، والأندية مطالبة بالاستعداد لكل الاحتمالات وفق إمكانياتها، وحدود استطاعتها، لكننا نتحدث عن مبدأ فقط، ومما يشار إليه أن الاتحاد الجديد قد يرحل ويحل اتحاد جديد.. ويتغير كل شيء!!