إلى أين سيصل بنا الحال مُستقبلاً مع ظهور نوع آخر من فضائح (المشاهير العرب) وتراشقهم الإلكتروني, الأمر تجاوز هذا الأسبوع مشاكل (الأزواج) إلى تراشق (الأم وابنها) عبر منصات التواصل الاجتماعي كما حدث مؤخراً في الصحافة اللبنانية لبعض مشاهير الفن هناك، وصولاً لإلغاء (حفل زواج) فنانة مصرية شهيرة قبل ساعات من إقامته بحجة وقوع شجار بين (العريسين) في حين يتحدث البعض عن حاجة (الفرح) لمزيد من الأضواء، كل النجوم الذين نشروا مشاكلهم وخلافاتهم يظهرون علينا لاحقاً للحديث عن تدخل الناس في شؤونهم الخاصة والضّرر الذي لحق بهم؟ بينما السؤال هو لماذا يتم إقحام المُتابعين أصلاً في تفاصيل لا يحتاجونها عن حياة هؤلاء المشاهير والنجوم؟! لا أصدق ما يقوله ويُردده بعض (مشاهير) التواصل الاجتماعي عندما يصفون مُتابعيهم بأنَّهم (عائلتهم الثانية), لذا يشركونهم في كل تفاصيل حياتهم وأدقها بطريقة احترافية و مرسومة، خصوصاً عند تعرضهم لبعض المشاكل والعقبات والصعوبات، وهذا أمر -غير بريء وغير عفوي- ومُصطنع من وجهة نظري، لأنَّه ينطوي على حيلة مُفبرَكة للكسب المادي ومزيد من الشهرة، وللحفاظ على المُتابعة وزياده أعداد (الفلورز) لأغراض دعائية، حتى يتضح لك ما أقصده حاول أن تُجيب على السؤال التالي: هل يمكن أن تقول كل شيء في حياتك بأدق تفاصيله لجميع (أصدقائك المُقربين) في الواقع؟ لا أعتقد أنَّ هناك إنسانًا عاقلاً لا يُريد الاحتفاظ بأسرار منزله، وتفاصيل حياته الشخصية، دون أن يُطلع عليها الجميع، وإذا لزم الأمر فهناك (صفوة أصدقاء) قد يعلمون عنك ما لا يعلمه غيرهم، وهذا ما يؤكد (كذب) بعض المشاهير الذين يحاولون إيهام جميع مُتابعيهم بأنَّهم يعيشون معهم كل تفاصيل حياتهم ولحظاتها الحلوة والمُرَّة. الخوف أنَّ الأمر انسحب على بعض (البُسطاء) والأشخاص العاديين من مُستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ممَّن ركبوا (الموضة) مُعتقدين أنَّ كشف تفاصيل و(أسرار البيوت) ومشاكلها، جزء من طبيعة وشروط لعبة السوشيل ميديا والحياة اليومية، حتى امتلأت الكثير من الصفحات على منصات التواصل بمشاكل عائلية وصعوبات يمكن أن تُحل بعيداً عن (أعين وفضول) المُتابعين، وهنا يكمن الخطر مع تزايد الفهم الخاطئ الذي قاد لمثل هذه التصرفات. وعلى دروب الخير نلتقي.