(رأي) مساحة عبر صفحات الأدب الشعبي في صحيفة «الجزيرة» نُوثِّق من خلالها آراء الأدباء والمثقفين والمتخصصين في كل ما له صلة بالأدب الشعبي. يعتقد اللغويون بأن أي نقد يتصل بالشعر الشعبي يجب ألا يحتكم فيه إلى تلك المقاييس والمناهج النقدية التي عادة ما يحتكم إليها في نقد الشعر العربي التقليدي أوالحديث، وذلك بسبب كونه شعراً عامياً، وهنا مكمن التجاوز، فالذي يطلع عن قرب على أصول الآداب ويتعرف على تفاصيلها ينتهي لا محالة إلى أن أصل الشعر واحد ودوره واحد وغايته واحدة، وأنه من حق المبدع أن يختار أداته الخاصة للتعبير عن عالمه الخاص، ولكن هناك خللا فادحاً في طريقة النظر إلى الآداب، فالآداب العالمية لا ينظر لها على أساس شكلها أو جنسها الأدبي بل كونها نتاج المجتمع، فليس الشعر وقفاً على شكل دون شكل أو جنس دون جنس أو جيل دون جيل أو نفس شاعرة دون أخرى. فإذا نظرنا إلى الشعر الشعبي من زاوية موضوعاته المختلفة فليس أمامنا موضوع واحد، لقد اتصف الشعر بتنوع كبير وذلك لأن الشعر الشعبي تطور على امتداد حقبة زمنية طويلة، لقد اقترب الشعر الشعبي خطوة أخرى إلى تقاليد العصر وتناول موضوعات مهمة من صميم العصر وطرَقَ وسائل تعبيرية جديدة، وأبان عن واقعه المتمدن والمتحضر الجديد. وعلى الرغم من الإقرار مبدئياً بالتنوع الذي يميزه ويطبعه بطابعه الخاص إلا أن هذا التنوع انعكس على كل مظاهر الحياة وكلما تقدم الزمن سوف يكون للشعر الشعبي موقعه المتقدم في الحركة الأدبية فقد تمكنت لغة الشعر من أن تجتاز ضيق الأفق الثقافي الذي كان عليه الشعر الشعبي في عصور مضت وتمكنت من تدعيم مكانتها وتوسيع مداركها.