«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني - علي سالم العنزي / تصوير - فتحي كالي: نفى المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن العقيد طيار تركي بن صالح المالكي أن يكون هناك أي ضغوط على التحالف أو الشرعية للإسراع في الحسم العسكري في اليمن. وقال المالكي إن هناك عوائق لدى الجيش اليمني وقوات التحالف، منها أن المليشيات تتخذ المواطنين دروعاً بشرية وتخزن الأسلحة في المدارس والمؤسسات الحكومية وتتمترس في الأماكن العامة وفي بعض المناطق، لا نريد المغامرة فيها بحكم الكثافة البشرية أو تعريض الناس للمخاطر، ولدينا نفس طويل في ملاحقتهم، مشيراً إلى أن هناك انتصارات وتقدماً على الجبهات كافة، وأن 90 % من الأراضي اليمنية بيد الشرعية، موضحاً أن الحسم العسكري سيأتي قريباً وفق ما خُطط له من خطط مدروسة من قِبل الشرعية ودول التحالف. وأوضح المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده بنادي ضباط القوات المسلحة، وبحضور ممثلي دول التحالف العسكري في اليمن أن أرواح المدنيين الأشقاء لن نجعلها عرضة وسنعمل ما في وسعنا بعدم تعرضيهم لأي مخاطر.. قائلاً: لكننا نقول لا يوجد حرب في العالم من دون أضرار أو أخطاء، وأن دول التحالف تعمل على تقييم الحوادث التي تحصل وتعالج أي مشكلات تحدث من جراء أي أخطاء غير مقصودة. وحول سؤال ل(الجزيرة) عن مماطلة الحوثيين في تبادل الأسرى والمحتجزين، قال: موقف القوات المشتركة للتحالف واضح، حيث يوجد لدينا كثير من الأسرى في مناطق العمليات ويتم معاملتهم معاملة إنسانية وفق الشريعة الإسلامية والقانون الدولي.. وهناك معسكرات خاصة للأطفال الذين تم الزج بهم في جبهات القتال.. وقد تم تسليم عدد كبير من هؤلاء الأطفال إلى ذويهم وتم إعادة تأهيل هؤلاء وتسليمهم لأقاربهم. وقال: إن ملف الأسرى عقب مباحثات الكويت ما زال عالقاً، حيث إن المليشيات الحوثية ما زالت تماطل وتراوغ في هذا الجانب ولا تعطي هذا الجانب حتى الآن أي اهتمام، مؤكداً أنه عندما تُطرح أسماء المحتجزين تطرح المليشيات الحوثية أسماء معينة وهي مطالب مذهبية مقيتة. وأشار إلى أن ملف الأسرى هو ملف إنساني بحت ويجب على المجتمع الدولي محاسبة هذه المليشيات، مؤكداً أن المليشيات تربط ملف الأسرى بقضايا عسكرية وسياسية، وهي تستخدم أسلوباً ونهجاً في هذا الجانب غير مقبول، وهو الخداع والمماطلة ولا يوجد أي تجاوب في هذا الجانب، هم يريدون أسماء معينة في هذا الجانب. وحول الحسم العسكري قال المالكي: إذا نظرنا إلى الوضع في اليمن أريد أن أؤكد أن 90 % من الأراضي اليمنية أصبحت بيد السلطة الشرعية، وهذا إنجاز كبير في بلد تضاريسه صعبة جداً، حيث إن هناك تقدماً على الجبهات كافة، ففي عام 2015 لا يوجد سوى حضرموت والعاصمة البديلة عدن هي المحررة والحسم العسكري يوجد، وقريباً، ولكن هناك بعض العوائق مثل تمركز المليشيات الحوثية بين المدنيين والمنشآت الحكومية. وبيّن أن التأخير هو لإعطاء مساحة من الوقت للأمم المتحدة ومبعوثيها لإيجاد مخرج، وإقناع هذه المليشيات بالتخلي عن أهدافهم الخبيثة، وتسليم السلاح، وتسليم السلطة للشرعية، وحقن الدماء، وهذا ما نعمل عليه نحن والحكومة الشرعية اليمنية وقوات التحالف وما منعنا من التقدم بشكل سريع سوى خوفنا على المدنيين. وهذا ما توليه الحكومة اليمنية والتحالف بعدم المساس بالناس الذين ليس لهم ذنب واعتبارات إنسانية باستخدامها الحرب غير النظامية.. الجيش النظامي تم تحييده ولكن هذه العصابات لن تستمر وسوف تلقى مصيرها.. من خلال القتال المنظم المدروس ولدينا نفس طويل لملاحقة هؤلاء الإرهابيين، لدينا الإمكانات ولدينا الإمداد ولدينا التخطيط الاستراتيجي للعمليات العسكرية. وحول الهدوء في جبهة الحديدة، أوضح العقيد المالكي: لا يوجد في العمليات العسكرية هدوء نسبي أبداً، هناك عمليات مستمرة ومدروسة وهناك تقدم للجيش الوطني بدعم من التحالف، في الوقت المناسب هناك قرار من الحكومة الشرعية وقوات التحالف يؤكد تحرير المدينة وإعادة بنائها والساحل الغربي.. والحفاظ على الأمن في البحار منعاً لحدوث أي مضايقة للتجارة العالمية.. وهناك تقدم على جبهات عدة على الحديدة.. وهناك ضغط على هذه المليشيات في الحديدة من الجوانب كافة.. مؤكداً أن هناك دعماً إيرانياً لهذه المليشيات، ولكن لن ينجحوا، والدليل على ذلك حيادة الصواريخ السابقة حياد التي كانت تطلق على المملكة تم حيادتها. وحول الادعاءات من أن هناك أخطاء في صعدة والحديدة من قِبل التحالف وكيف تردون عليها: أؤكد لكم أن أي حرب في العالم لا بد أن يكون فيها أخطاء، أخطاؤنا قليلة جداً وإذا حدثت فإنها غير مقصودة، والمدنيون ليسوا هدفاً للتحالف، نحن هدفنا مليشيات إرهابية سلبت السلطة وأرعبت الناس، ولكن هناك منظمات تعمل مع الحوثيين وتصدق ما يقولون دون التحقق، وهذا خطأ كبير لا بد أن تتحقق وألا تكون بوقاً للحوثيين، نحن نرفض مثل هذه الأكاذيب، ولدى التحالف مبادئ إنسانية وأخلاقية، ونحن ملتزمون بها ولدينا تقييم على الأرض، وهناك فريق لتقييم الحوادث وعلى الأممالمتحدة التحقق قبل إصدار تقاريرها، ولا يوجد حرب من دون أخطاء ولكننا نعاني من مصاعب وهي اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية وهذا ما نرفضه تماماً، مؤكداً أنه من بعد استخدم الصماد أصبحت القيادات الحوثية تتخفى خلف الناس ولكننا سوف نلاحقهم في تحركاتهم خاصة في صنعاء.. وسيكونون هدفا رئيسا لنا للقضاء عليهم.. ونحن نعبر عن أسفنا لأقارب الضحايا إذا كان هناك استهداف أو خطأ غير مقصود وقع.. مشيراً إلى أن الحوثيين يمنعون المنظمات من الدخول إلى المحتاجين. واستعرض المالكي خلال المؤتمر الصحفي الانتصارات في الجبهات كافة، ولقاء سمو قائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز مع مشايخ اليمن واستعداد المشايخ بالتعاون مع القوات المشتركة لطرد الحوثيين من السلطة ومع القوات الشرعية لإعادة الأمن والاستقرار لبلدهم. كما استعرض ما يقوم به مركز الملك سلمان من جهود إنسانية، حيث وصلت المساعدات لأكثر من 5 ملايين مواطن، وأن الموانئ البرية والبحرية والجوية تعمل بطاقاتها، كما أصدر التحالف أكثر من 29 ألف تصريح منذ بداية العمليات العسكرية لدخول الإعانات والمساعدات. وقال إن العمليات على الجبهات كافة تسير كما خطط لها، وأن هناك تعقباً لمصادر الصواريخ التي انطلقت على المملكة، وقد تم استهداف موقع سام (6) في محافظة صنعاء، مشيراً إلى أن النصر قادم ومبشر للإخوة اليمنيين.