بقلوب ملؤها الأسى والحزن فُجع أهالي محافظة الرس بوفاة محافظهم الغالي محمد بن عبد الله العساف قبل أيام عدة، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو يتلقى العلاج في ألمانيا، وقد عانى من المرض في الفترة الأخيرة، وتم الصلاة عليه في جامع الشايع، ثم ووري جثمانه الثري في مقبرة الرس الجديدة، وكان في مقدمة المصلين صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم الذي شارك أيضًا في الدفن - حفظه الله -. لقد تأثر الجميع لفراق أبي منصور الذي له منزلة في قلوب الجميع؛ ولذلك كان فراقه صعبًا ومؤلمًا، وهو من يشهد له بعمل الخير، وإسهاماته في العديد من الأعمال الخيرية والإنسانية، ودعمه وحضوره لمراكز فئة المعاقين والجمعيات الخيرية وجمعيات القرآن الكريم، وكان يحرص على الحضور في كل المناسبات، ويحرص بتوجيهاته لما فيه الخير والنفع والدعم المتواصل، وكان له وقفات مع الفقراء والمساكين والأرامل، ويتفقد كل ما يحتاجون إليه من مستلزمات ضرورية من سكن وملابس وتغذية، وحلها بأسرع وقت. ولا ننسى وقفته مع المساجين، والتفريج عنهم، واتصاله المباشر مع الموسرين ورجال الأعمال، وحثهم على الدعم حتى خرج منهم أعداد كبيرة، وقضوا العيد مع أهاليهم وذويهم في فرحة عمت الصغار قبل الكبار، وكان هذا في رمضان قبل الماضي. ومحبة الناس لأبي منصور الذين لا يزالون يعيشون حزن فراقه بسبب ما يحمله من سيرة عطرة، وتواضع جم، وابتسامة لا تفارق محياه.. ومن خلال هذه الصفات ملك قلوب الجميع.. نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. وأنا من واقع ما لقائي به في العديد من المناسبات؛ كوني إعلاميًّا، يعتبر أخًا وزميلاً وصديقًا، وكان يشجع الإعلاميين من الصحف ووسائل الاتصال الحديث كافة، يحث الجميع على نقل ونشر كل ما يخص المحافظة، كما أنه أسهم في تكريم كل من يسعى في تطوير المحافظة. وإن الأعمال هي الركيزة الأساسية في بناء الوطن، والوقوف ضد الفئة الضالة. ولقد تشرفت بالحضور معه في كثير من المناسبات، وكان يحرص على حضور الأفراح والأتراح، وكذلك المناسبات الوطنية والأعياد.. ولا شك أنه يعتبر الإنسان الأول في المحافظة نظرًا لقيادته وتواضعه وطيبته ومحبة الناس له.. وكان من أثر فراقه أن تأثر الجميع؛ وأكبر دليل ما نشر عبر وسائل الاتصال؛ إذ وصلت التغريدات إلى أكثر من خمسة عشر ألف تغريدة، كلها تتحدث عن مآثره وصفاته ومسيرة عمله في خدمة مليكه ووطنه، ومواقفه الإنسانية، والدعاء له بالمغفرة والرحمة. وسوف أتطرق في آخر كلامي إلى تغريدة للفقيد - رحمه الله - في حسابه الخاص في تويتر، كانت هي الوداع، قال فيها: «متابعيَّ الغالين، أحببت أن أعتذر إلى الجميع عن رغبتي في الابتعاد عن عالم تويتر. وتعتبر هذه آخر تغريدة لظروفي الخاصة. سامحوني، ولا تنسوني من دعواتكم». رحمك الله أبا منصور، وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتك، وأسأل الله أن يقبلك في جنات الفردوس الأعلى، ويجعل ما أصابك طهورًا وتكفيرًا. وبهذه المناسبة نعزي الجميع وأسرة الفقيد وعائلة العساف وأهالي الرس كافة، ونسأل الله أن يعظم أجر الجميع لكل المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. ** **