تسخير التقنية للتيسير على حجاج المملكة أمر تفرضه تطورات العصر، لما لهذه التقنية من دور في التخفيف عنهم، حيث تظهر حاجة التقنية مع بروز التحديات، والحاجة للاتصال، والتوجيه وإبداء التعليمات، وفتح الطرق والمسارات، وتنويع الخيارات المتاحة، وجاء «هاكاثون الحج»، ليكون إيذانًا بتوظيف التقنية في تحسين خدمات حجاج بيت الله الحرام. قطعت المملكة شوطًا مهمًا في استخدامات التقنيات الحديثة في مختلف المجالات، وفي تطوير الخدمات المقدمة للحجاج، وقطاعات المشاعر المقدسة في الإسكان، والصحة والأمن، والاستقرار والفندقة، والأغذية والمشروبات، والتوعية والمواصلات، وإدارة الحشود، والحلول المالية، وحركة المرور، والسفر والإقامة، وإدارة النفايات، والتواصل الاجتماعي. وجاء تنظيم «هاكاثون الحج» من قبل لاتحاد السعودي للأمن السيبراني، الذي يشرف عليه معالي المستشار بالديوان الملكي الأستاذ/ سعود القحطاني ليكون توجيهًا رسميًا بتوظيف التقنية الحديثة، وتطوير وتدريب شباب، وشابات الوطن في الأعمال التقنية المتميزة، والحلول الإلكترونية المتقدمة في مختلف المجالات المعلوماتية، لصنع مملكة تقنية جديدة، ومتطورة تجسيدًا لرؤية سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله. فانطلق الشهر الماضي «هاكاثون الحج» في مركز المعارض مدينة جدة، وشهد حضورًا مميزًا لشباب، وشابات الوطن، إضافة إلى المبرمجين من أنحاء العالم، وبمشاركة عبقري التكنولوجيا السيد ستيف من شركة «أبل»، والسيد جيمي من موقع ويكيبيديا، وشارك فيه آلاف المطورين من الجنسين من أكثر من 50 دولة في العالم ضمن جهود المملكة لخدمة ضيوف الرحمن عن طريق المواهب التقنية، والمبرمجين الشباب والشابات. وتحقيقًا لأهداف التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، واللذين يقودهما سمو ولي العهد الأمين بكل اقتدار، ويعتبر «هاكاثون الحج» أكبر حدث تقني يعقد في الشرق الأوسط والمنطقة، ويهدف إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة لجعل موسم الحج أكثر سهولة، ويسر للحجاج، ويقوم بترجمة اللوحات الإرشادية في المشاعر المقدسة إلى لغات عدة دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت. هذه المبادرات تأتي في إطار التزام المملكة بتحفيز المناخ الابتكاري والإبداعي، والتقني السعودي والوصول إلى الريادة الإقليمية، والعالمية في مجالات التقنية، ودعم الطاقات الشابة من الجنسين وتوفير الفرص المتنوعة لهم، وتحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030م، وقد خصصت عدة جوائز لهذا الحدث وصلت قيمتها إلى 2 مليون ريال سعودي، وقسمت الجوائز إلى ثلاثة مراكز، للأول مليون ريال، والثاني 500 ألف ريال، والثالث 350 ألف ريال وقدم 150 ألف ريال كجائزة تميز لمشاريع التميز. وقد دخل «هاكاثون الحج» موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، لتسجيله أكبر عدد من المشاركين 2950 مشارك من مختلف دول العالم، حيث تجاوز رقمًا قياسيًا كان باسم الهند في عام 2012م وفازت 5 شابات سعوديات، بمليون ريال جائزة المشروع الأول، والذي يقوم بالترجمة الفورية اللوحات الإرشادية في المشاعر المقدسة، دون الحاجة إلى إنترنت، والمركز الثاني 500 ألف ريال، والثالث 350 ألف ريال، وحصل فريق التميز على 150 ألف ريال. فشكرًا لرؤية سمو ولي العهد الأمين القائمة على تسهيل، وتيسير خدمات الحجاج، ودعم المواطنين وتعزيز إبداعاتهم وطاقاتهم، والاحتفاء بهم، والشكر موصول لمعالي المشرف على المشروع لأستاذ سعود القحطاني لحرصه الدائم، والكبير على تمكين الشباب السعودي المبدع بما يواكب متطلبات العصر، ويشعرنا كسعوديين بالفخر، والاعتزاز الكبير، بهذه الجهود العظيمة التي تستحق الشكر، فهنيئًا لنا بهذه العقول النيرة، والتوجيهات الكريمة.