مع التسليم بقضاء الله وقدره، والتسليم بأن الموت هو الحقيقة الثابتة في حياة كل مخلوق، إلا أن الطبيعة البشرية تستبعده عن نفسها وعن من نحب. بالأمس فقدنا زميلاً عزيزاً وصحافياً مخضرماً، صحافي ظل على الولاء لبلاط صاحبة الجلالة حتى آخر لحظة في حياته. عبدالرحمن المصيبيح (أبو بدر) امتهن الصحافة، كما عشقته، وأحبها أحبته هي، وارتبط بها كما دانت هي له. كل من مارس الصحافة الميدانية في مدينة الرياض تحديداً لابد أن يكون قد تعرف على «أبي بدر» وعرفه وربطتهم علاقة الميدان الصحافي وهي علاقة أقوى من علاقة المكاتب. «أبا بدر» تخصص في صحافة الميدان وهي مهمة قلّ من يصبر عليها ويداوم على البقاء فيها، ولذلك حفر اسمه في الميدان الصحفي. قال لي أبو بدر أكثر من مرة إن أبا بشار الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير، (رئيس هيئة الصحفيين السعوديين)، يكلفه بالمهمات الصحفية المهمة، فعندما ترد دعوة لمناسبة صحافية مهمة فإني الخيار الأول كان عبدالرحمن المصيبيح، وهذه ولا شك ثقة يعتز بها ويفتخر أي صحافي، كيف لا وهي ثقة من رئيس التحرير مباشرة. عبدالرحمن المصيبيح عرفته حريصاً على أداء مهمته الصحافية بدقة وكفاءة، يحرص على توثيق الأحاديث الصحافية بالتسجيل، ويقضي وقتاً وجهداً كبيرين في تفريغ الأحاديث الصحفية لتقديمها للدسك. عبدالرحمن المصيبيح صحافي من جيل الرواد بدأ من الصفر، ثابر وصبر وصابر إلى أن أصبح اسماً معروفاً وعلماً في صحافة الميدان. رحمك الله «أبا بدر» وغفر لك وجعل الجنة مستقرك ومسكنك، وخالص العزاء والمواساة لأبنائه وبناته وزوجته وإخوته وأخواته، وللزملاء في صحيفة «الجزيرة» وعلى رأسهم قائدها الأستاذ خالد المالك رئيس هيئة الصحفيين السعوديين الذي وصف عبدالرحمن المصيبيح بأنه «فقيد الصحافة»، ولم يبالغ أبو بشار في إطلاق هذه الصفة على الزميل الراحل. والعزاء أيضاً للوسطين الصحفي والإعلامي في أنحاء المملكة. رحم الله الراحل عبدالرحمن المصيبيح وأعقبه في أبنائه خيرا. ** **