أنباء بدأت تتواتر عن أن هناك نية لإنشاء تحالف أمني وعسكري إستراتيجي على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة والإمارات والبحرين، وكذلك مصر والأردن لمواجهة الخطر المتمثل في التمدد الإيراني في المنطقة، ومن المرجح أن يعلن عن هذا الاتحاد كما تقول الأنباء في منتصف أكتوبر القادم. ومن أهم التوجهات التي سيتضمنها هذا الحلف، إقامة درع من أنظمة الدفاع الجوي يكون بمثابة حماية دول الحلف من الصواريخ البالستية الإيرانية، بالشكل الذي يفقد قدرات إيران الصاروخية فعاليتها الإستراتيجية إلى درجة كبيرة. وهذا الحلف فيما لو تم تحقيقه سيكون عمليًا ضمن منظومة حصار إيران اقتصاديًا، وإفقادها القدرة على التصعيد عسكريًا. وبالذات حول تلميح قادتها إلى اللجوء لإغلاق مضيق هرمز في حالة منعها من تصدير نفطها. وفي تقديري أن هذا الحلف سينضم إليه آخرون مثل تركيا رغم محاولاتها ولأسباب تكتيكية إظهار قوة علاقتها مع طهران إلا أنها لا بد وأن تخضع في النهاية للتماهي مع مصالحها، أما دويلة قطر فهي لا تستطيع التمرد على هذا الحلف لوجود قاعدة العديد الأمريكية على ثلث مساحتها، وبالتالي فإن أي تحرك أمريكي عسكري لتأديب الغول الإيراني، وكبح جماح طموحاته في المنطقة، ستنطلق الطائرات الأمريكية من قاعدة العديد، بغض النظر عن موافقة قطر أو ممانعتها كما تقضي اتفاقية قاعدة العديد بين الولاياتالمتحدة ودويلة قطر. كما أتوقع أن تنضم دول غربية أخرى، وبالذات بريطانيا وفرنسا إلى هذا الحلف مستقبلا، لأن تكتلا إستراتيجيًّا قويًّا مثل هذا التحالف، سيضطر هذه الدول إلى الدخول فيه، ليس فقط لمغرياته الاقتصادية، وإنما أيضًا لأسباب إستراتيجية، بالشكل الذي يجعل من مصلحة هذه الدول مواكبة توجهات هذا الحلف الإستراتيجية على المدى البعيد، والاستفادة من غنائم سقوط نظام الملالي. وفي تقديري أن أهم ما تحمله هذه الأنباء التي تسربت عن (الناتو العربي) الجديد هذا أن هناك نية جادة وفعلية لمواجهة إيران على الأرض بالشكل والمضمون الذي يردع إيران عن عبثها المتزايد في المنطقة، لا سيما وأن وإيران من الداخل مهترئة، وتعاني فعلا من مآزق اقتصادية تتزايد حدتها يوما بعد يوم؛ أضف إلى ذلك أن تحالفاتها في المنطقة، وخاصة مع روسيا، ليست على ما يرام، فالروس لن يذهبوا بعيدا في الوقوف مع إيران في عربداتها في المنطقة، خاصة وأن هناك خلافات جذرية بينها وبين أجندات الروس في سوريا، المتعلقة باقتسام غنيمة انتصار الأسد على مناوئيه، ما يجعل تقليم أظافرها يصب في مصلحتهم هناك، إضافة إلى أن اجتماع هلسنكي بين ترامب وبوتين تطرق حتما إلى كبح جماح إيران في سوريا، مقابل غض نظر أمريكا عن فرض سيطرة الأسد في اجتياحه الأخير للجنوب السوري، وتمزيقه شمل المعارضة. لذلك فإن الإعلان عن الناتو العربي الموجه إلى إيران تحديدا سيجعل النظام الحاكم هناك أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تغيير سلوكياته العدوانية التي أنشأت هذا الحلف أو السقوط. إلى اللقاء