من الواضح أن إيران كلما اقترب موعد فرض الحصار الأمريكي عليها، تحاول التصعيد من خلال عملائها في المنطقة، وتكتفي هي بالتصريحات العنترية، لامتصاص نقمة الشعب الإيراني الذي يرزح تحت عقوبات اقتصادية قاسية ستكون كما ذكر الأمريكيون لم يسبق لها مثيل في التاريخ من قبل. منظمتا حماس والجهاد الفلسطينيتان تصعدان في مواجهة إسرائيل، التي بدأت في تضخيم الخطر المترتب على الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون باتجاهها.. ومعروف أن اسرائيل عندما تنوي توجيه ضربة ساحقة تلجأ إلى تضخيم الأخطار المحدقة بأمنها، لتكون مبرراً لهذه الضربة. وحماس تعلم يقيناً أن التصعيد ليس في مصلحتها ولا في مصلحة الإنسان الفلسطيني الذي هو من سيتلقى الضربات.. لكنها مضطرة للتصعيد والتهديد الإعلامي واستفزاز إسرائيل، تنفيذاً للأوامر القادمة إليها من ملالي إيران. كما أن الحوثيين ذراع الإيرانيين الآخر في اليمن أقدموا على قصف ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر، فأوقفت حكومة المملكة في خطوة سياسية ذكية عبور النفط من خلال باب المندب، مما سيضطر المجتمع الدولي إلى التحرك لأن ذلك الإجراء سيحد من تدفقات النفط إلى أوروبا وأمريكا، ورغم سذاجة الحوثيين سياسياً، إلا أنني على يقين أنهم أقدموا على هذا الاعتداء الانتحاري بضغط من إيران، رغم أنهم في المحصلة يحرضون العالم بالوقوف ضدهم. وفي أعقاب هذا الهجوم غير مأمون العواقب بالنسبة لميلشيات الحوثيين، هدد قائد فيلق القدس قاسم سليماني الولاياتالمتحدة بأن البحر الأحمر لن يكون آمنا كما كان. إيران هي الآن في مأزق ودعك من جعجعاتها، ولن تتراجع أمريكا عن موقفها الحازم تجاه عبث وإرهاب الميليشيات الإيرانيين في المنطقة، ومواجهة التصعيد بالتصعيد سيزيد قناعة المجتمع الدولي أن لا حل مع هذا التغول الإيراني إلا توجيه ضربة حاسمة وقاصمة لإيران، وإلا فإن شغبها لن يصل إلى نهاية، خاصة وأن إسرائيل، التي هي للغرب عموماً ولأمريكا على وجه الخصوص ابنهم المدلل بدؤوا يشعرون أن التساهل مع الإيرانيين، سيعرض فعلاً أمن إسرائيل لخطر وجودي حقيقي لم يتعرض إليه من قبل. هذا فضلاً عن أن منطقة الشرق الأوسط برمتها تعتبر منطقة حيوية بالنسبة للغرب عموماً، الأمر الذي يجعل المساس بها مساس بالأمن القومي الأمريكي.. سيما ونحن في عصر رئيس قوي وحازم، يفعل ما يقول، لذلك يجب أن يأخذ الإيرانيون تهديداته على محمل الجد، كما جاء في إحدى تغريداته التي وجهها إلى الرئيس روحاني.. لذلك فإنني أتوقع أن الفترة المقبلة ستشهد أحداثاً خطيرة، من شأنها وضع حد لغطرسة وجنون ملالي إيران الذي لا يمكن احتماله. وإيران في حقيقتها لا تستطيع تحمل ضربة أمريكية خاطفة وقاصمة، ومخطط لها بعناية، فهي دولة مهترئة من الداخل، ومنقسمة، ويحكمها الملالي بالحديد والنار، وجيشها الذي تباهي به إعلاميا، ينقصه من حيث التجهيز العسكري والتقني كثير من مقومات الجيوش ذات المنظومة الهجومية والدفاعية المتكاملة، فهي لا تملك سلاح جو إطلاقاً، كما ليس في منظومتها الدفاعية أنظمة سلاح جوي قادرة على ردع الهجوم الجوي فيما لو تعرضت إلى ضربة جوية، أما الصواريخ البالستية التي تهدد بها، فقد ثبت فشلها فشلاً ذريعاً بعد أن استطاعت قوات الدفاع الجوي السعودي صد أكثر من 120 صاروخ، ولم ينفذ منها صاروخ واحد. بقي أن أقول: إن الإيرانيين كانوا ربما يلعبون بمهارة على حافة الهاوية، غير أن المعطيات في السابق، وبالذات في عهد الرئيس الآفل الجبان أوباما، تختلف عن معطيات الساحة العالمية في عهد الرئيس ترامب. إلى اللقاء،،،