كتبت قبل سنتين هنا عبر «صحيفة الجزيرة» حول الجدل الحاصل في لجنة توثيق البطولات وذكرت أن عمر الرياضة السعودية الزمني قصير مقارنة بدول أوروبية سبقتنا ومع ذلك مازال البعض يريد أن يخلق من 82 سنه رياضة «رسمية» معضلة في معرفة عدد بطولات الأندية علما أن الأمر أسهل مما يتصوره البعض. هذه الإشكالية التي خرجت قبل سنتين تعود مجدداً لتظهر بشكل آخر ولكن بين نادي الوحدة ونادي الاتحاد في إثبات أي نادٍ تم تأسيسه قبل الآخر وما النادي الأحق بالعمادة. تابعت ما تم طرحه في إحدى القنوات الرياضية التي استضافت المؤرخ الأستاذ محمد غزالي والباحث محمد الحربي للحديث عن تاريخ تأسيس الوحدة في المقابل «رفض» كل من وجهت لهم الدعوة من الطرف الاتحادي للحضور والمشاركة، ورغم عدم حضور الجانب الاتحادي إلا أنني أتساءل لماذا لا نتجرد من الميول في أطروحاتنا التي تتعلق بالتاريخ ولماذا لا يكون إعادة كتابة التاريخ مشروعاً وطنياً لنقدم التاريخ الرياضي صحيحاً بدون (تضليل) وبشكل علمي يحفظ لرياضتنا اسمها ومكانتها وقيمتها داخلياً وخارجياً. أقول هذا بعد أن شاهدت ما عرضه المؤرخ محمد غزالي بشكل علمي ومنهجي وبشواهد تثبت حق الوحداويين في العمادة وتدحض كل الأحاديث الإعلامية الاتحادية عن العمادة التي استمرت فترة من الزمن التي استغل فيها الإعلام الاتحادي سيطرته على مفاصل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وهي الفترة التي لم يقدم فيها المؤرخون الاتحاديون دليلاً واحداً يثبت بشكل علمي وقاطع أحقيتهم في العمادة. لا أريد أن أقطع بأحقية الوحدة بأقدمية التأسيس ولكن أتمنى من هيئة الرياضة أن تتبنى هذا المشروع وتشكل فريقاً علمياً يعمل بكل أدوات وأساليب البحث العلمي الرصينة من خلال الاستماع لحجج وشواهد الطرفين والعودة إلى أرشيف الصحف وبعض الوزارات كوزارة الداخلية من مطبوعات وأفلام وتسجيلات ومخطوطات موقعة من لاعبين، لفرزها ومطابقة ما ذكر فيها ومعرفة ما يصلح منها وما هو باطل (ملفق). بعد ذلك سأقطع يقيناً بأننا سننجز ملف توثيق البطولات بشكل أسهل لحفظ حقوق الأندية ككل، وهذا سيصب في صالح الكرة السعودية، فمن المعيب أن يقوم كل اتحاد رياضي بتقديم نفسه في المحافل الدولية ويستعرض تاريخه الرياضي ونشأة الحركة الرياضية فيه وكيف بدأت وعلى يد من وما الظروف التي أسهمت في الحركة الرياضية ورياضتهم تتجاوز 150 عاماً فيما نحن عاجزون عن توثيق الحركة الرياضية الرسمية بشكل علمي لعمر لا يتجاوز 82 عاماً رغم توافر كل الشواهد المرئية والمقروءة في تلك الفترة، ومن المعيب علينا أن يبقى تاريخ الحركة الرياضية في بلدي مبنياً للمجهول. رصاصات - العمل العلمي الرصين الذي ينهجه أي مؤرخ رياضي يجعله قادراً على عرض حججه بقوة ويتقبل ما لدى الغير من حجج ما دام الدافع لهذا هو معرفة الحقيقة، حتى وإن أتت حجج أخرى أقوى تدحض حججه. - الأمانة والصدق ومخافة الله قبل كل شيء وتقديم مصلحة الوطن والرياضة السعودية أزعم أنها في قلب كل مؤرخ وطني وبالتالي يتبقى فقط أن يعرضوا ما لديهم على لجنة محايدة متخصصة تثبت تاريخ الحركة الرياضية. - نقلت كتب التاريخ أحداث ووقائع ومعارك وحددت أسماء أبطالها وقادتها وأزمنتها ومواقع هذه المعارك والفتوحات بكل دقه بالمشافهة ولم نر أي اختلاف أو خطأ رغم عدم توفر ما يتوفر حالياً من إمكانات التوثيق. - كل من انبرى للدفاع عن قضية ليس له بها علم سيعرض نفسه للإحراج كما حصل مع أحد الإعلاميين!! - لو سألته عن تاريخ الرياضة في منطقته لما استطاع أن يجيبك كيف وهو يتحدث عن تاريخ رياضة في أقدم ناديين؟ أخيراً: من يعش بلا ماضي لن يدرك الحاضر ومستقبله مجهول.