لا تكتمل خريطة السعودية السياسية والجغرافية وتأخذ صورتها العملية حتى تكون دول الجزيرة العربية موقعة في محيطها (السعودية ودول الخليج العربي واليمن والعراق والأردن) وهي دول المكونة لجنوب غرب آسيا، فالخرائط التي توقع فقط الحدود الداخلية للسعودية، تعد خرائط منقوصة، لأن السعودية تؤثّر على محيطها من الدول وتتأثر بها: دول الجزيرة العربية. دول الشرق الإفريقي. دول الشمال الإفريقي. دول شرقي البحر الأبيض المتوسط. دول المحيط الهندي. دول الجزيرة العربية من جنوبالعراق والأردن في جهة الشمال حتى الحدود الجنوبية لليمن، ومكون الشرق الإفريقي بدوله: السودان ثم إرتيريا وإثيوبيا ثم جبوتي ثم الصومال، ومكون الشمال الإفريقي مصر وليبيا، ومكون شرقي المتوسط فلسطين ولبنان عبر قناة السويس، ومكون المحيط الهندي دول الهند وباكستان وإيران وجزر المحيط عبر رابط الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب ومياه المحيط الهندي، إذن هذا هو محيط السعودية جنوب آسيا والمحيط الهندي والشرق الإفريقي وحوض المتوسط، لكن الخرائط لا تضعنا في هذه الصور إلا من بعض الأطالس التي توضح الموقع الفضائي. من هذه الأبعاد الجغرافية يمكن فهم مواقف السعودية السياسية والاقتصادية والاستثمارية والعلاقات الدولية، لسنا دولة داخلية معزولة ومحاصرة ولا تملك التأثير الدولي، نحن دولة مفصلية تلتقي عندها قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتطل على بحار: بحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، ومياه بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي المتصل بالمحيط الأطلسي. وهذا يميز موقع السعودية على البحار التي أتاحت لنا التحرك مع مجموعات دولية كبرى مثل أوروبا ودول المحيط الهندي عبر موانئ البحر الأحمر التي تصل فيه سواحلنا حوالي (2000) كيلومتر، ومدن الموانئ من جازانجنوباً وحتى تبوك شمالاً، إضافة إلى الخليج العربي ومدنه الساحلية، لذا فالسعودية تمثّل المحور ليس للعرب وإنما لدول جنوب غرب آسيا وأنها الثقل السياسي بالمنطقة.