- يمكن اعتبار ما أقوله شكلا من أشكال (الفضفضة) المليئة بالحذر المتخمة بالقلق على مستوى كرتنا السعودية لكون قرار مشاركة (8) أجانب في دوري المحترفين السعودي أصبح في حكم التطبيق ولأن الرأي متاح والحوار مطلوب والاختلاف وارد تعاطى المجتمع الرياضي مع القرار ما بين شد وجذب وتوافق واعتراض كأمر طبيعي وسلوك بشري يحدث مع كل جديد، فهناك من يكون مع وهناك من يكون ضد وهناك فئة لها بعض التحفظات! - أعرف أنه قرار غير ملزم لكنه يظل خيارا منطقيا للأندية طالما النظام يسمح بذلك. - وأتفهم أبعاده وما يرمي إليه من السعي الى تخفيض قيمة عقد المحترف المحلي وتشجيعه على الاحتراف الخارجي. - وربما وأقول: (ربما) يساهم في صناعة دوري قوي بشرط نجاح صفقات كل الأجانب، وهنا لا يمكن ضمان ذلك بغض النظر عن تجاربهم السابقة من باب أن كل تجربة لها ظروفها وأجواؤها وبيئتها وأدواتها علاوة على أن غالبيتهم يخوض تجربته الاحترافية الأولى خارج بلاده. - وبالرغم من هذا كله سأظل بقناعتي التي أتمنى أن يثبت الواقع عكسها بأن القرار ومهما كانت المبررات سيؤثر بشكل أو بآخر على حضور كرتنا!. - هب أن كل الأندية تعاقدت مع حراس مرمى ومهاجمين وبعضها تعاقد مع مدافعين سنكون في هذه الحالة أمام عدد من الإشكاليات بدءا من تقليص فرص مشاركة اللاعب السعودي وسط هذا (الكوم) من الأجانب وإن حصلت فستكون رهن الظروف وبنظام (القطارة)! مرورا بمشاركة الأندية آسيويا باعتبار أن نظام البطولة ينص على مشاركة (4) لاعبين أجانب فقط مما يعني عودة الأندية للاستعانة بلاعبيها المحليين الذين كانوا في الأصل خارج المنافسات المحلية وما سيترتب على تلك المشاركة من أمور سلبية ليس أقلها بعده عن المنافسة والمشاركة وهذا بالطبع ليس في صالح اللاعب ولا الفريق كمجموعة وانتهاء بالضرر الأكبر الذي سيلحق بالمنتخب الوطني على اعتبار محدودية الخيارات وندرة المواهب!. - ما يؤكد ما ذهبت اليه تلك الدراسة التي أجراها أخي وصديقي الكابتن محمد الخراشي حول تشكيلات الفرق في دوري النجوم القادم حيث يقول: (وجدت ان الحارس والمهاجم وربما المدافع السعوديين سيجدون صعوبة في المشاركة وبأن لاعبي الوسط فقط هم من ستتاح لهم فرصة اللعب ويضيف (أبا عبدالرحمن) بأننا سنواجه مشكلة في مشروع تطوير اللاعب السعودي لأن فرص مشاركته ستكون محدودة! - ولأنه ليس عيبا أن نعيد قراءة أنفسنا وقراراتنا. كل ما أتمناه أن يقتصر التطبيق على موسم واحد كتجربة قابلة للاستمرار أو الإلغاء أو التعديل بناء على متابعة جادة ورصد دقيق وتقييم عملي علمي لها مع التركيز على مشاريع تطوير الفئات السنية وصناعة منتج محلي من خلال تفعيل برنامج (الابتعاث) لهم ليكونوا نواة لمنتخب مستقبلي قادر على تحقيق الطموحات وإعادة كرتنا للريادة ومنصات التتويج، أما محاولة تطوير لاعب بلغ به العمر مبلغه ويفتقد في الأصل لأساسيات اللعبة فهذا مضيعة للوقت والجهد والمال! - وفي النهاية سؤال يتردد صداه بين العقلاء وأقول (العقلاء)! - ألا يستحق الهلال من الإشادة والتمجيد ما يوازي حجم ما يقدمه لكرة الوطن من نجوم وكوادر على امتداد تاريخه بدلا من التشكيك والإساءة لهذه الجامعة الرياضية التي أخذت على عاتقها مهمة تغذية ودعم رياضة الوطن بالمنتج عالي الجودة في حين يمارس غيره دور المتفرج؟!!.. وسلامتكم.