علَّق عدنان المعيبد على سلسلة التحقيقات التي أجرتها (الجزيرة) مع عدد من المهتمين بالوسط الرياضي من لاعبين ومدربين ونقاد حول قضية مدى استفادة وتأثر الكرة السعودية من وجود أربعة لاعبين أجانب في صفوف كل فريق، وقال: «في البداية نحن نفتقد لمثل هذه التحقيقات التخصصية في مجال عمل اتحاد القدم وشأن الأندية، وحينما تكون هناك آراء مختلفة عبر التحقيقات نشعر بأن هذه الحالة لها إيجابيات وسلبيات، وتناقش من كافة الأطراف». وعن القضية التي طرحتها (الجزيرة) قال:»الاتحاد السعودي لكرة القدم مع بداية عمله الموسم الماضي قدَّم اقتراحاً لتقليص اللاعبين الأجانب، ونوقش داخل أروقة اتحاد القدم بشكل مفصَّل، حيث وجدنا أن هناك تسعة لاعبين أجانب هدافين من أحد عشر لاعباً، وهذا انعكس بالسلب على الكرة السعودية، وقلّ عدد اللاعبين المهاجمين الجيّدين مقارنة بالسابق، أيضاً هناك معاناة في خط الدفاع الذي لم يكن يشهد في الماضي وجود لاعبين أجانب إلا في عدد محدود، ولكن الحال تغيَّر حينما تمت زيادة عدد اللاعبين الأجانب لأربعة، حيث أصبح المجال متاحاً لجلب لاعب أجنبي في هذا المركز، وهذا أيضاً أثّر على منتخباتنا الوطنية». وشدَّد المعيبد على أن اتحاد القدم قام بدراسة هذه القضية من الناحية المالية ومن الناحية الفنية، وقال: «نحن شعرنا بأن هناك تكلفة عالية على الأندية لجلب رباعي أجنبي، وأصبحت بعض الأندية تخصص ميزانية كبيرة لجلب اللاعبين الأجانب، ومن الناحية الفنية وجدنا أن أكثر اللاعبين تسجيلاً بالرأس هم الأجانب، وأكثر اللاعبين تسجيلاً بالقدم هم الأجانب، وأكثر اللاعبين تسجيلاً لركلات الجزاء هم الأجانب، وأكثر اللاعبين تسجيلاً للكرات الحرة هم الأجانب». وتابع: «كل تلك الأمور أعطتنا مؤشراً أن استمرار الوضع بهذا الشكل يعتبر مشكلة، ولكن في نفس الوقت نحن نراعي مشاركة الأندية آسيوياً، فالطبيعي متى تقلّص عدد اللاعبين الأجانب ستتقلّص حظوظ الفرق السعودية وخصوصاً أن الفرق الصينية والكورية هي التي سيطرت على البطولات الآسيوية في السنوات الخمس الماضية، وسيطرتها جاءت من خلال وجود اللاعبين الأجانب المميزين في صفوف تلك الأندية». واعترف المعيبد بأن هناك إشكالية أخرى تواجه الأندية السعودية وهي عدم إحضار رباعي أجنبي جيد، وقال:»رأينا خلال فترة الاحتراف الثانية أنه تم الاستغناء عن ما يقل عن 40% أو أكثر من اللاعبين الأجانب، وهذا يزيد من تكلفة استقدام اللاعب الأجنبي، بل بعض اللاعبين الأجانب يكون في دكة الاحتياط! وأوضح أن وجود اللاعبين الأجانب بهذا العدد يؤثّر على اللاعب السعودي الذي لا يجد الفرصة الكاملة، وقال:» وجود رباعي أجنبي يقلّص عدد اللاعبين السعوديين، ووجودهم بهذا الكم معناه أننا نفتقد أكثر من مائة وخمسين لاعباً سعودياً في كل الفرق». وعمَّا إذا كان سيصدر قرار بتقليص عدد اللاعبين الأجانب، أجاب: «هذا من شأن الأندية، ونحن لا يمكن أن نتخذ قراراً بمعزل عن رغبات وظروف الأندية وخصوصاً أن هناك أصواتاً داخل اتحاد القدم أشارت إلى أن تقليص اللاعبين الأجانب ربما يقلّل من المستوى الفني للدوري، ويقلّل من حضور الأندية المشاركة آسيوياً، ولكن نحن سندرس هذه القضية بشكل أكبر وخصوصاً إن المستوى الفني للكرة السعودية منخفض، وهناك تذبذب في مستوى اللاعبين، وسنأخذ رأي الأندية، وبالتأكيد سيكون رأي النقاد مهماً لنا». وأشار المعيبد إلى أن اللاعب الآسيوي وحده فقط كلّف الأندية السعودية ما يقارب أربعين مليون ريال، وقال:«ربما أن الحديث أكثر عن اللاعب الآسيوي الذي لا يقل عن اللاعب السعودي، وهذا لا يضيف قيمة للدوري السعودي، ولو تقلّص العدد لثلاثة لربما كانت فرصة اللاعب السعودي أكبر، ومنها تنخفض الأعباء المالية، والأمر الثالث يكون التركيز منصباً على مراكز محددة يحتاجها الفريق، ويكون الاختيار بشكل دقيق» وعرج المعيبد على اقتراح محمد السراح الذي أشار إلى أنه يؤيّد تقليص اللاعبين الأجانب في كأس الملك وكأس ولي العهد، وقال: «كأس الملك وولي العهد يكونان بخروج المغلوب، وأعتقد بأن تقليص الأجانب في هاتين البطولتين لن يساعدنا كثيراً، فنحن نرى التقليص في الدوري هو الأهم على اعتبار أن كل فريق يلعب ستاً وعشرين مباراة». وأضاف: «اللاعب الأجنبي ليس ضرورة، بل على حسب إمكانيات الأندية، وليس شرطاً أن يحضر النادي أربعة لاعبين أجانب ففريق النصر لعب نهائي ولي العهد بلاعبين أجنبيين وحقق البطولة، وهناك أندية تملك لاعبين أو ثلاثة جيدين، ومن هذا المنطلق أعتقد بأن الإشكالية ليست في العدد بقدر ما هي في الاختيار والنوعية، فاليوم لو جاءنا لاعبون مثل ريفالينو ولاعبي منتخب تونس الذين طوروا كرتنا وأفادونا لخرج لنا لاعبون مثل يوسف الثنيان وفهد الغشيان ومحيسن الجمعان وماجد عبدالله».