احتفلت السوق السعودية مع عودتها مباشرة من إجازة عيد الفطر المبارك بالموافقة على ضمها ضمن مؤشرات مورجان ستانلي العالمية للأسواق الناشئة في التحديث الدوري المقبل لهذا المؤشر وسيكون كامل الإدراج للتداول ضمن هذا المؤشر على مرحلتين ليصل في وزنة المتوقع مقابل ال 24 سوقاً الأخرى المشكلة له 2.6 في المائة عند اكتمال الانضمام، كذلك نجحت السوق المالية في وقت سابق على الفوز بالموافقة على انضمامها إلى مؤشرات فوتسي راسل للأسواق الناشئة، بذلك يكون تداول شهد الموافقة على ترقيتين في فترة زمنية وجيزة. وبما يحسب بإنجاز ثانوي بجانب هذه الإنجازات الكبيرة كانت السوق السعودية الأسرع بين جميع الأسواق المنضمة بالتحول من قائمة المتابعة إلى الانضمام. لماذا احتفلت تداول والمتعاملون بهذا الانضمام؟ منذ ما يزيد على 3 سنوات كانت شركة السوق المالية السعودية وهيئة السوق المالية قد وضعتا إدراج تداول ضمن هذه المؤشرات هدفاً وعملتا على تحديث وتطوير الأنظمة بما يتماشى مع رغبة المجتمع الاستثماري الدولي الذي بدوره يعكس أهم اشتراطات الانضمام لهذه المؤشرات العالمية وقد تحقق الهدف، هذا الانضمام قد وضع السوق السعودية على خريطة الأسواق الدولية الناشئة وبهذا يكون تداول خياراً رسمياً أمام مديري الصناديق حول العالم النشط والخامل منها. سيسهم دخول السوق السعودية ضمن هذه المؤشرات إلى تدفق السيولة الأجنبية إلى تداول خصوصاً من تلك الصناديق الخاملة في البداية التي تعتمد على أوزان الشركات والأسواق في مؤشرها الاسترشادي. يتابع مؤشر مورجان ستانلي صناديق تبلغ قيمة أصولها تريليوني دولار وهذه الصناديق بطبيعة ما تتابع من مؤشر، هي صناديق للأسواق الناشئة وبسبب الانضمام قد يبدأ مديرو الصناديق النشطة أخذ أو زيادة مراكزهم في تداول بعد انتقاء فرصهم خصوصاً الأسهم المنضمة إلى قائمة المؤشرات يليها مع الإدراج الفعلي دخول الصناديق ذات الإدارة الخاملة لأخذ ما يعكس وزن تداول في المؤشرات الدولية. منذ بداية عام 2018 كانت نسبة التملك للأجانب تتزايد بشكل شهري حتى تجاوزت وفقاً لآخر إحصائية 5 في المائة استعداداً وقناعتنا بأن تداول ستنجح في الانضمام. حتى الآن يوجد في الأسواق العالمية صندوقان متداولان يتابعون في أدائهم وأوزانهم سوق الأسهم السعودية مع تقدم شركة إضافية لطلب الموافقة على إنشاء صندوق مؤشرات ثالث يتابع تداول، الصندوق الأول بدأ مع بداية 2018 وكان حجمه 18 مليون دولار عند البداية واليوم تجاوز 265 مليون دولار مدرجة في نيويورك والآخر بدأ قبل أسبوعين ومدرج في بورصة لندن. ستستفيد السوق المالية من هذا الانضمام زيادة حجم الاستثمار المؤسسي بالمقارنة مع الأرقام السابقة والحالية فمن المفاجآت في احصائيات تداول أن سيطرة الأفراد منذ البداية في تأهيل السوق للانضمام وحتى يومنا هذا تراجعت من 90 في المائة إلى 70 في المائة سيسهم هذا في استقرار التداول أكثر فأكثر ما لم يكن هناك دواع ملحة تغير من دفة الاستثمار. لم يكن أثر الإعلان عن الانضمام على المدى القصير كبيراً ولكن لا ننسى أن السوق يحقق في 2018 حتى الآن أفضل مكاسب سنوية له منذ عام 2013 وأيضاً فإن الأثر طويل الأمد والممتد على السوق جراء الانضمام سيكون ملموساً بالمقارنة مع ما حدث مع الأسواق التي سبقتنا في الانضمام خصوصاً تلك النشطة منها.