تبقى من الزمن 48 ساعة وينطلق بعدها المونديال الروسي 2018 وهي التظاهرة الكروية الأهم والأغلى على مستوى العالم، وينتظرها العالم بشغف كبير جداً كل أربعة أعوام، وأعتقد أن مجرد الوصول لهذا الحدث الرياضي الكبير هو بمنزلة إنجاز لجميع المنتخبات المشاركة. أخضرنا السعودي وصقورنا سيخوضون المباراة الافتتاحية للمونديال أمام الدب الروسي، وهو أمر جميل جداً لاعتبارات عديدة لعل من أبرزها وأهمها أنه من خلال هذه المواجهة نستطيع أن نقدم أنفسنا للعالم كما نحب نحن، فالأضواء ستكون مسلطة بشكل كبير جداً على منتخبنا السعودي كونه سيخوض المباراة الافتتاحية لهذا المونديال، وهذه الأضواء الإعلامية لن تحصل عليها بسهولة وتساوي ملايين الإعلانات مدفوعة الثمن، وهو بمثابة الشرف وتبحث عنه جميع المنتخبات. ونجوم الأخضر بعثوا الاطمئنان كثيراً في قلوب الملايين من عشاقه ومحبيه بعد الأداء الكبير الذي قدموه في آحر المباريات الودية لهذا المونديال أمام المنتخب الألماني الذي يعد من أقوى المنتخبات المرشحة للقب المونديال بكل قوة، وقدم لاعبونا واحدة من أفضل مبارياتهم في فترة الإعداد التي سبقت المونديال، ومسحوا الأداء الباهت الذي ظهروا به في لقائهم الودي قبل الأخير أمام منتخب البيرو، ولقد اتضح من خلال مواجهتنا أمام المنتخب الألماني مدى الجاهزية والتركيز الذهني العالي للاعبينا لمونديال روسيا 2018. وأمام نجومنا فرصة ذهبية لكي يكتبوا أسماءهم بماء من ذهب في سجلات الكرة السعودية، وقادرون أن يصنعوا لأنفسهم مجداً وتاريخاً كبيرا لن ينسى. والمنتخب السعودي الحالي حظي بدعم كبير جداً من قيادتنا الرشيدة على كافة المستويات وأجزم أن هذا الدعم غير المسبوق أبداً، والدعم لم يكن مادياً فقط، بل تجاوزه لما هو أكبر بكثير، ويكفي هذا التلاحم الشعبي الكبير الذي يجده نجوم الأخضر السعودي من الجميع من رياضيين وغير رياضيين، وأعتقد أن هذا الاهتمام والدعم الكبير يحملهم مسؤولية كبرى في تحقيق طموحات وآمال جميع السعوديين وهي طموحات قنوعة جداً، فليس المطلوب منهم تحقيق لقب المونديال، بل كل ما نريده منهم هو منتخب يلعب بروح عالية جداً، فروح الوطن هي الروح التي ستلغي أي فوارق فنية مع المنتخبات الأخرى مهما كانت، فالمنتخب الروسي صاحب الأرض والجمهور ليس بالمنتخب المخيف وسيكون تحت ضغط كبير جداً، وهو بكل تأكيد ليس بأفضل من المنتخب الألماني أو المنتخب الإيطالي الذي لن يشارك في المونديال، فما قدمه نجومنا في مواجهتهم الودية أمام ألمانيا وإيطاليا من مستوى رفع كثيراً من سقف طموحاتنا كسعوديين بأننا نستطيع تحقيق نتيجة إيجابية بإذن الله في مباراة الافتتاح، ونجومنا قادرون على ذلك متى ما كانت روحهم حاضرة داخل المستطيل الأخضر.