أصيب الجمهور السعودي بحالة إحباط بعد الأداء الباهت جداً الذي قدمه لاعبو منتخبنا في مواجهتم الودية أمام منتخب البيرو وهو اللقاء الودي قبل الأخير في إطار الاستعدادات لكأس العالم روسيا 2018. وسبب حالة الإحباط ليس لأن المنتخب السعودي خسر المباراة بنتيجة كبيرة، بل بسبب أن الأداء الفني الذي قدمه لاعبونا لم يكن مقنعا أبداً، فطوال مجريات المباراة لم ننجح في رسم هجمة منظمة واحدة، وهو أمر محبط لمنتخب سيلعب بعد عشرة أيام مباراة الافتتاح في المونديال. بداية مدرب منتخبنا بيتزي لم يحسن اختيار التشكيلة المناسبة لهذا اللقاء، فمواجهة روسيا في افتتاح البطولة لم يتبق عليها سوى أقل من عشرة أيام فقط، وكانت الفرصة كبيرة أمامه وهو يواجه منتخبا قويا ومنظما مثل منتخب البيرو الذي يحتل المركز 11 في تصنيف فيفا، بأن يزج بالأسماء التي سيعتمد عليها أمام المنتخب الروسي وذلك من أجل خلق مزيد من الانسجام بينهم وكذلك لمعالجة بعض الأخطاء المتكررة من لاعبينا في المباريات السابقة. فمواجهة البيرو الودية كشفت الكثير من الأخطاء التي لم يتم معالجتها، ومن أبرزها هو طغيان اللعب الفردي على أداء كثير من لاعبينا بشكل مبالغ فيه، وهو الأمر الذي يجب ان ينتبه له بيتزي ويعالجه في الأيام القليلة المتبقية قبل انطلاق كأس العالم 2018، ومن السلبيات أيضاً التي كشفتها مباراة البيرو تكرار الأخطاء الدفاعية التي يعاني منها دفاع منتخبنا منذ وقت طويل ولم تعالج، ولعل أكثر ما يقلقنا على الأخضر السعودي هو السلبية الكبيرة التي يعيشها الهجوم السعودي فجميع المباريات الودية السابقة لمنتخبنا طوال مراحل الإعداد تؤكد أن لدينا مشكلة كبيرة في عدم المقدرة على التسجيل، ولا يوجد حتى الآن أي لاعب سعودي من الممكن أن ينهي هذه الإشكالية المزمنة التي عانى منها الأخضر كثيراً. لا أريد أن أكون متشائماً أكثر مما ينبغي ولكن الذي شاهدته من أداء تكتيكي وفني سلبي من لاعبينا هو أمر أدخل الإحباط في نفوس الكثيرين، لذا يجب على الجمهور السعودي ألا يرفع سقف طموحه كثيراً في المونديال الروسي. فهذه إمكانيات لاعبينا وقدراتهم الفنية محدودة ومن الصعوبة مجاراة منتخبات تملك لاعبين كبارا ومميزين يطبقون الاحتراف بشكله الصحيح والسليم. ولعل الأمل الوحيد في أن يظهر منتخبنا بالصورة المرجوة منها في مونديال روسيا 2018 هو أن تكون روح اللاعبين موجودة وأن يلعبوا مباريات البطولة بتريز ذهني عال جداً، ولاسيما أن معالي المستشار تركي آل الشيخ لم يقصر أبداً معهم بعد أن وفر لهم جميع ما يحتاجون، ولعل معالجته لمشكلة تأخر مستحقات لاعبي المنتخب المالية لدى أنديتهم. سيجعل الكرة بمرمى اللاعبين، لذا يجب أن يقدموا كل مالديهم من روح في مونديال روسيا 2018 من أجل إسعاد الشارع الرياضي السعودي.