كشف النائب جمال بوحسن الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني البحريني في حوار خاص للجزيرة عن محادثات سرية أجريت بين قطر والأسد في الآونة الأخيرة وقال: «من المؤكد أن هناك اتصالات بين النظامين القطري والسوري، وذلك لتنسيق مواقفهم المشبوهة لضرب الأمن القومي العربي بالمنطقة وتكثيف الدعم والتمويل واحتضان الجماعات والميليشيات الإرهابية، وهذه الاتصالات يتم ترتيبها وتخطيطها تحت السقف الإيراني، ولا يوجد أي تأثير لهذه الاتصالات والمحادثات على النظام الإيراني لأن كل شيء يمر عن طريق طهران وبعلمها ومباركتها، فالنظام القطري والنظام الأسدي حليفين استراتيجيين للنظام الإيراني بالمنطقة، ومن جهة أخري فإن النظام الإيراني لن يسمح لأي اتصالات أو محادثات تتم داخل سوريا بغير علمه أو بموافقته لأنه يسيطر على النظام السوري سيطرة كاملة ومطلقة، لذا لا اعتقد أن هناك أي تأثير سلبي يقع على النظام الإيراني من هذه الاتصالات أو المحادثات»، وكما جاء من خلال الحوار كالتالي: * في حال انتهاء الحرب في سوريا - هل تتوقع أن قطر سوف تساهم في إعادة إعمار سوريا وبناء بنيتها التحتية ؟ - مما لا شك فيه أن النظام القطري يسعى للحصول على حصة الأسد في إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب، لأن هذا النظام يقتات اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً على الحروب والصراعات، وهذا ما يسعى إليه هذا النظام البائس من جراء سياسته الهوجاء تجاه الدول العربية، لذا سيسعى نظام الحمدين إلى عرض نفسه في إعادة إعمار سوريا بكل قوة. * اتخذت مؤخراً مملكة المغرب قراراً بقطع العلاقات مع طهران وذلك بسبب دعمها ميليشيات جبهة البوليساريو - فكيف ترى الموقف القطري من ذلك؟ - ما قامت به المملكة المغربية من قطع لعلاقاتها مع النظام الإيراني إنما يَصْب في المصلحة العليا للمغرب ولحفظ أمنها واستقرارها من أي اختراق وهذا حق أصيل وشرعي وقومي، أما الموقف القطري من الخطوة المغربية، فأعتقد أن النظام القطري استاء كثيراً من هذه الخطوة الجريئة وقد أبدي امتعاضه من القرار المغربي. * هناك أنباء متداولة عن بعثة قطر لدى الأممالمتحدة بأن قطر تحاول استرضاء أمريكا، فما مدى رؤيتك لعمق العلاقات المستقبلية القطرية - الأمريكية؟ - السياسة الأمريكية برئاسة ترامب تختلف كثيراً عن مثيلاتها، وهذا سيؤثر على العلاقات الأمريكية - القطرية، وأولها بسبب اتهام أمريكالقطر بدعم الإرهاب من جهة وتعنت النظام القطري في مواقفه من المصالحة مع دول المقاطعة، وكذلك تدخلات النظام القطري في الكثير من بؤر الصراع في المنطقة، مما يشكل تحديا واضحا للإدارة الأمريكية وهذا ما يهدد بتوتر العلاقات بين البلدين. وفي ذات السياق أضاف «الأمين العام» في ختام الحوار على أن الاتفاق النووي الإيراني لن يصمد وذلك لأسباب كثيرة، والانسحاب الأمريكي وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران ومن يقوم بالتعامل معها من الشركات الأجنبية، ولقد رأينا فعلاً أكبر الشركات توقفت تماماً من التعامل مع إيران وهذا دليل قاطع على استمرارية أمريكا بالضغط على الدول الأوروبية من اجل الانسحاب من الاتفاقية النووية، من خلال استخدام قوتها ونفوذها وتأثيرها على حلفائها الأوروبيين، وَمِمَّا جعل انتهاء هذه الاتفاقية انتفاء الثقة في إيران من قِبل الدول الأوروبية.