استقبلت محطات تحلية الشعيبة التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أضخم وحدة تحلية مياه في العالم، تعمل بتقنية التقطير متعدد التأثير (MED)؛ بهدف استغلال البخار الفائض، وإضافة 91 ألف متر مكعب يوميًّا من المياه المحلاة لخدمة ضيوف الرحمن في حج هذا العام 1439ه. ويأتي ذلك إدراكًا من المؤسسة بأهمية محاربة الهدر في البخار التي لا تقل عن محاربة الهدر في المياه، وحرصًا منها على الاستفادة القصوى من البخار الزائد على غلايات محطات الشعيبة، وتوظيفه في إنتاج مزيد من المياه المحلاة بجودة وكفاءة عالية. وتُعد هذه الوحدة متعددة التأثير خيارًا استراتيجيًّا، يدعم الجهود المبذولة لوقف الهدر، وتحقيق هدف التميز التشغيلي، والإسهام في ضمان وتحقيق الأمن المائي للمملكة؛ لكونها تتضمن أفضل الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة، فضلاً عن تميزها بقلة استهلاك البخار والكهرباء، وانخفاض تكاليف التشغيل والصيانة، وجودة مياهها المنتجة. كذلك تمكن وحدة تقنية التقطير متعدد التأثير (MED) من مجابهة الطلب المتزايد على المياه المحلاة بالاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، إضافة إلى نقل وتوطين التقنية، ورفع الكفاءة الإنتاجية، وتوفير خبرات واسعة في مجال تشغيل وصيانة محطات التحلية، وتحسين اقتصاداتها. وتأتي الوحدة الجديدة كتتويج لجهود معهد الأبحاث ومركز التدريب بالمؤسسة، وكبلورة لمساعيهما في تقديم إسهامات نوعية في مجال تنويع مصادر إنتاج المياه بمحطات الشعيبة، وذلك من خلال عقد اتفاقيات وتفاهمات مع الجهات الدولية المتخصصة لتلاقح الأفكار وتطوير الأعمال، ونقل التجربة والمعرفة. كما تأتي ثمرة للتعاون بين المؤسسة العامة لتحلية المياه والشركات الرائدة في هذا المجال، مثل شركة ساسكورا اليابانية المنفذة لهذا المشروع. وتتيح وحدة (MED) مزايا متعددة للتحلية، إلى جانب إنتاج المياه المحلاة بجودة عالية وكفاءة متميزة؛ إذ تعمل على ضمان نقل التقنية عن طريق برنامج مكثف للعاملين في مختلف التخصصات (ميكانيكا - تشغيل - كهرباء - أجهزة - مدنية... إلخ). ومن ناحية أخرى تسهم في تصميم وتصنيع مثل هذه الوحدات داخل المملكة مستقبلاً بمشيئة الله.