قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (26) سورة الرحمن.. قضاء الله وقدره لا يرد وأمره جل وعلا في الحياة والموت يجري وفق إرادته وحكمته وقدره.. فجعت عندما وصلني نبأ وفاة الصديق الصدوق الإنسان الوقور معالي الشيخ منصور بن حمد المالك رئيس ديوان المظالم السابق وعميد أسرة المالك الكرام.. كان أمراً جللاً وخبراً مزلزلاً فالفقيد له في نفسي مكانة كبيرة.. إنه لمن الصعوبة الإحاطة بصفات النبل والخلق الكريم التي كان يتمتع بها الشيخ منصور رحمه الله.. وجعلت منه محبوباً في الناس كرجل دولة ومن أعيان المجتمع وعميداً في أسرته الكريمة.. فقد عرف في عمله بالنزاهة والعدل في ديوان يتطلب هذه الصفات لمن يتحمل مسؤوليته.. كما عرف في حياته العامة بالتواضع والبشاشة ولين الخلق والسماحة ومشاركة الناس أفراحهم ومناسباتهم وإجابة دعواتهم ومشاركتهم همومهم.. كما عرف رحمه الله بالعبادة والزهد وملازمة المسجد.. لو أسهبنا بالحديث عن مناقب فقيدنا سيطول بنا المقام.. ولعل من عايشه ولازمه مباشرة عليه حق إبراز مناقب الشيخ وحسناته ونشرها على العامة ليكون قدوة ونبراساً.. رحم الله الشيخ منصور وغفر له وتغمده بواسع رحمته وجعل ما قدمه من خير وعمل صالح في ميزان حسناته والحمد لله على قضائه وقدره.. وحيث إن ظروفي الصحية لا تساعدني لتقديم واجب العزاء مباشرة.. فأنا هنا أقدم خالص العزاء لإخوانه الكرام وحرمه أم عبدالله وأبنائه وأسرته جميعاً سائلين المولى أن يخلفه في عقبه خيراً إنه سميع مجيب.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. ** **