تعاني الأندية السعودية من مشكلة كبيرة في عملية اختيار مدربيها، وكذلك في تقييم عملهم الفني، مما يتسبب في الكثير من الإقالات للعديد من الأسماء التدريبة الكبيرة والمعروفة التي جاءت للعمل هنا. في اعتقادي أن المشكلة تكمن لدينا في أصحاب القرار في إدارات الأندية نفسها. والشواهد على ذلك كثيره وبعضها ليس ببعيد؛ فقبل عدة مواسم تقريباً حضر للنصر المدرب الأوروجوياني كارينيو ونجح في إعادة النصر من جديد لطريق البطولات والذهب، وبعد نهاية الموسم طالب كارينيو بمزايا مالية جديدة لتجديد عقده إلا أن الإدارة النصراوية رفضت ذلك بحجة أن هذا لي ذراع لها وهو أمر غير صحيح، فكارينيو حقق مع النصر بطولات تشفع له بطلب مميزات مالية إضافية جديدة. السؤال كم خسر النصر مادياً بعد رحيل كارينيو..؟ أجزم أنه خسر أضعاف ما طلبه لتجديد عقده لموسم جديد، فحاله أصبح منذ رحيل كارينيو وهو يستقبل مدرباً ويودع آخر بسبب فشلهم وبكل تأكيد لقد حمّلوا الخزينة النصراوية أكثر مما طلبه آنذاك كارينيو لتجديد عقده، وحالة كارينيو ليست فريدة على النصر وحده، بل إنها تكرَّرت مع الكثير من الأسماء التدريبية في العديد من أنديتنا، مما تسبب في خسارتنا للعديد من الأسماء التدريبية الكبيره جداً لأن المدرب في أنديتنا هو الحلقة الأضعف دائماً، دون أن نراعي أو نبحث عن الأسباب التي أدت لتعثر الفريق وفشل عمل المدرب، فبعض إدارات الأندية تعرف أنها هي من تتحمّل سبب الفشل لكنها لا تملك الشجاعة بالاستقاله وإعلان تحمّل المسؤولية، بل على العكس تعلق فشلها دائماً على الجهاز الفني، فمع كل أسف مسيري الأندية لدينا دائماً يرمون فشلهم في إدارة الأندية من خلال إلغاء عقود المدربين لكسب رضا الجماهير، والخسارة ستكون مضاعفة على النادي الذي ستتكبد خزينته الكثير من الهدر المالي الناتج عن سوء إدارة. ففي هذا الموسم فقط هناك 9 أندية من أصل 14 في دوري المحترفين ألغت عقود مدربيها..!!! وبعض الأندية أشرف على تدريبها هذا الموسم من 3 إلى 4 مدربين وهي أرقام كبيرة تكشف مدى الخلل الكبير والهدر المالي الموجود في أنديتنا بسبب كثرة تغيير المدربين، فالاستقرار الفني معدوم تماماً في الأندية السعودية وكثرة تغييرات المدربين ساهمت بشكل كبير في تشتت اللاعب السعودي ذهنياً وفنياً وتراجع مستواه بشكل كبير وملحوظ.