كرر الأهلي نفس الخطأ الذي وقعت به إدارة النصر في وقت سابق.. حينما كابرت ولم تُجدِّد عقد مُدرب الفريق آنذاك كارينيو.. على الرغم من نجاحه.. والأهلي هو الآخر لم يستطع المُحافظة على جروس.. ومنحة تأشيرة مُغادرة دون الاتفاق معه.. فبطولة الدوري التي حققها النصر ثم الأهلي جعلت مُسيريهما يعتقدون بأن المواسم القادمة ستكون حُبلى بالكثير من المكاسب والمغانم بدون هذين المُدربين.. وأن فريقيهما قادران على حصد المزيد من الألقاب..! الموسم الذي لعبه النصر بعد كارينيو.. ظهر فيه الفريق بمستويات ضعيفة.. لا تليق بفريق يحمل لقب الدوري لموسمين مُتتاليين.. مما جعل إدارة النصر.. توجه أصابع الاتهام لحالة الإخفاق التي أصابت الفريق صوب الجهاز الفني.. الأمر الذي جعلها تتعاقد مع أكثر من اسم تدريبي على أمل أن يُعيد توهج الفريق.. جميعهم فشلوا.. ولم يُحققوا النجاح.. فاستمر الإخفاق.. وبعد موسمين من رحيل كارينيو عادت الإدارة النصراوية تخطب وده من جديد.. بعد أن فرّطت به في وقت سابق.. والأمر المؤلم أنه في حالة عودته سيكون بعقد مُضاعف عن السابق..! مُقابل ذلك الأهلي لم يصمد كثيراً بعد رحيل غروس فأربع جولات بالدوري كانت كفيلة.. بالإطاحة بجوميز رغم التعاقد معه بعشرة أضعاف عن عقده مع التعاون.. والاستعانة مُجدداً بالسويسري.. والمُشكل ليس في القرار المُستعجل والسريع.. في إقالة البرتغالي ولكن في قيمة العقد العالي مع غروس.. فهو كان في متناولهم.. وهذه الحقيقة كشفت مدى الخلل في إدارات الأندية.. فهي ترفض بعض الامتيازات التي يطلبها المُدرب.. بحجة المُحافظة على أموال النادي.. وعدم منحة الفرصة للمزايدة.. والضغط على الإدارة.. وإملاء شروطه.. وصحيح أننا يجب أن لا نسمح بابتزازهم ومطالباتهم غير المنطقية وأن هُناك ظروفاً ومتغيرات يجب الأخذ بها.. لكن هذا لا يعني التفريط بمدربين لهم بصمات واضحة.. وأدوار مؤثّرة.. ولا يمنعنا ذلك من التنازل عن بعض المُكابرة.. بانتهاج سياسة منحهم القدر المعقول من بعض ما يُطالبون به.. لأن العناد والمُكابرة.. سيجعلك تتكبد خسائر فنية ومالية.. ولو أخذنا كارينيو كمقياس لوجدنا أن النصر خسر أضعاف ما كان يُطالب به الأورجوياني.. هذا غير التراجع الفني الكبير الذي أصاب الفريق بعد رحيله..! هُناك من يُقدّم التشاؤم على التفاؤل في عودة غروس وكارينيو إن حدثت.. فهي إلي جانب أن العودة ستجعل منهما (عقدة) يصعب الخلاص منها.. فإن هؤلاء يرون أيضاً أن ما تحقق في عهدهما لايُنسب لهما وحدهما.. فهو جاء بجهود مُتضافرة مُتكاملة فنياً وإدارياً.. وهذا يعني أن كارينيو وغروس.. لم يكونا السبب الوحيد فيما تحقق.. فالفريقان وما يضمانه من لاعبين أكفاء.. والجهود المُتكاملة ساهمت في تحقيق المُدربين النجاح.. وأن العجز الفني الذي أصاب النصر والأهلي لم يكن سببه رحيل غروس وكارينيو.. وفشل بُدلائهم.. بل إن ذلك يعود للأخطاء الإدارية.. لكن الفشل جُيِّر لمن خلفهما في التدريب.. أما عن الإدارة والإداريين فلا حس ولا خبر..! لا أحد يُشكك بكفاءة السويسري و الأورجوياني التدريبية.. ولكن مهما قيل عن قُدراتهما.. فلا أعتقد بأنهما سيُحققان نفس النجاح وبالذات كارينيو.. فالمدرب الكفء ليس بالضرورة أن يكون النجاح حليفه.. إذا لم يوجد في الفريق الذي يُشرف عليه لاعبون أكفاء.. فضلاً عن وجود بعض المشاكل الإدارية.. وعدم وفاق شرفي.. ولهذا فإن المُدرب أي مُدرب لا يُمكن له أن ينجح ما لم تتوفر لديه كافة أدوات النجاح.. وحينما نجح كارينيو وغروس فقد توافرت لهما سُبل النجاح.. ولو توافرت لغيرهما لحققا ذات النتائج والبطولات.. فالمُدرب العادي قد يُحقق النجاح.. فتوافر النجوم في فريقه سيُساعده على التفوق.. وهذا لا يُقلل من شأن المُدربين ودورهما الواضح في توهج الأهلي والنصر.. لكن ما وددت أن أصل إليه.. أن الأمور الإدارية في الفريقين قد تبدلت.. ولو قُدّر أن تكون ذات الظروف الإدارية أثناء إشرافهما السابق لألغي عقداهما.. مثل غيرهما من المُدربين..! من يُشاهد ما يحدث في الساحة من تفشي ظاهرة إلغاء عقود المُدربين بصورة كبيرة.. يبرز العديد من التساؤلات حول المُدربين.. من الذي يتولى المُفاوضات معهم.. ومن يحكم عليهم.. ويُقيم عملهم.. ثم ما المعيار الذي يُستند عليه في التعاقد مع هذا المُدرب.. وإلغاء ذاك (؟) فالذي نُشاهده أن المُدرب الذي تتراجع معه النتائج يُلغى عقده.. وكذلك المُدرب الذي حقق البطولات يُغادر.. بمعنى أن الناجح والفاشل جميعهما يُغادران.. ويبقى الإداري الذي يتسبب بكل هذه الأخطاء..! آخر الكلام نعلم بقوة وتمرس المُنتخب الأسترالي ولكن ثقتنا بنجومنا كبيرة وتعودنا منهم أن يكونوا رجالاً في المواقف المهمة وننتظر منهم العطاء والجهد والكفاح ليرسموا الفرحة على شفاه الجماهير السعودية.