لم يكن الأستاذ: عبد الله حمزة راجح اسمًا عابرًا في إذاعة جدة، فلا تكاد تُذكر إذاعة جدة إلا ويُذكر معها كأحد الرموز في هذا الصرح الإذاعي. عرفناه من خلال صوته أيام طفولتنا فكان الصوت اللامع الجهوري صاحب اللغة الرصينة والثقافة الموسوعية العالية والأسلوب الراقي، فكان الإذاعي الذي لا تمل سماعه وتنتظر برامجه بفارغ الصبر. وعلى الرغم مما حق من شهرة واسعة إلا أنه ابتعد عن الأضواء في السنوات الأخيرة، ولا شك أن السن له دور في ذلك فله الحق علينا في السؤال عنه وإطلاع محبيه الكثر على سيرته ومسيرته التي لا تخفى على أحد، وكرمز من رموز إعلامنا وأحد الذين نشأت الإذاعة السعودية على أيديهم. فلقد كان مدرسة إعلامية بكل ما تعنيه الكلمة حيث نشأ على يديه جيل من الإذاعيين الذين امتلكوا زمام الأمور في عدد من المواقع في الإذاعة، بل يعد مدرسة في الإدارة كما يشهد بذلك كل من عمل معه في الإذاعة عبد الله راجح مخلص لوطنه من خلال برامجه الشهيرة ومن خلال إدارته الفذة ودقته في العمل وحرصه على الانضباط وعدم التساهل في العمل، ولم يكن ذلك مصدر إزعاج أو خلاف مع الإذاعيين؛كونهم اعتبروهم مدرسة في الانضباط استفادوا منها في حياتهم العملية، إضافة إلى ما كان يتمتع به من خلق جم جعل الجميع لا يختلفون على محبته. متعه الله بالصحة والعافية وجزاه عن ما قدم لوطنه خير الجزاء. هذا العدد من «الثقافية» يجده القارئ عدداً احتفائيًا بشخصية كانت وما زالت مصدرًا للعطاء وموسوعة إذاعية فريدة. ** **