لم يشفع للمدرب الأرجنتيني رامون دياز اثنان وخمسون فوزًا في مشواره التدريبي مع الهلال بالبقاء حتى إتمام مدة عقده، وكانت خسارته السادسة قاصمة الظهر، وسببًا لإقصائه من تدريب «الزعيم» الذي أعلن التعاقد معه في منتصف أكتوبر 2016 قادمًا من تدريب منتخب البارغواي في كوبا - أمريكا. وكان الهلال قد جدد لدياز بعد نجاحه في تحقيق الثنائية «لقب الدوري وكأس الملك»، وأذاع مسؤولوه القرار بعد أن نجح في تكرار فوزه على استقلال خوزستان الإيراني 2 - 1، وضمن التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا في النسخة الماضية. وانطلقت شرارة قرار الإقالة من بعد تغريدة كتبها معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ عبر حسابه الشخصي في مدونة «تويتر» خلال الشوط الثاني من مباراة الهلال والاستقلال الإيراني: «بدأت أشك أن دياز يريد الاستمرار»؛ إذ تفاعل معشر المغردين معها، ثم احتل وسم «هاشتاغ» [إقالة دياز مطلب هلالي] الصدارة، وازداد تفاعل الهلاليين بعد الخسارة التي كانت بمنزلة الضربة الجديدة لوصيف بطل الموسم الماضي في دوري أبطال آسيا، والتي وضعته في ذيل الترتيب في مجموعته الرابعة، وانقسموا فيما بينهم بين منتقد للمدرب وآخر مدافع عنه ومهاجم للاعبين.. واستمر ذلك إلى منتصف الليل والساعات الأولى من فجر أمس؛ إذ أعلن الهلال رسميًّا إقالة مدربه عبر بيان موضحًا أن الإدارة عقدت معه اجتماعات عدة ليتخلى عن بعض قناعاته وطريقة إدارته الفنية للفريق. أخذ المدرج الهلالي يغلي، وتحول الليل إلى نهار، وانقسم إلى ثلاث فئات: الأولى اعتبرت القرار خاطئًا ومتسرعًا مؤكدة أن التوقيت حرج، وأن الهدف من الانتقاد بعد الخسارة كان المحاسبة وليس الإقالة. واستحضرت هذه الفئة إقالات عدد من المدربين البارزين محليًّا، وفي مقدمتهم الهولندي فان مارفيك والصربي زوران ماميتش ملمحة إلى أن ساحة كرة القدم السعودية تحولت إلى ما يشبه بمقصلة للمدربين البارزين بسبب القرارات الإدارية الانفعالية. بينما رأت الثانية أن دياز مدرب كبير، ولكن الهلال أكبر منه، مؤكدة أنه لم يقدم ما يشفع لاستمراره في الموسم الحالي بعد أن حول الهلال إلى حمل وديع أمام الفرق الصغيرة، وخسر نهائي آسيا، وخرج من كأس الملك على يد فريق مهدد بالهبوط، ولم يستثمر فرصة المباريات المؤجلة للابتعاد بالصدارة بفارق نقطي كبير، كما أنه عاقب فريقه بركن أفضل لاعبيه في دكة الاحتياط «جحفلي مثالاً».. وعابت عليه ثلاثة أمور أساسية: عدم استقراره على تشكيل ثابت، سواء اختياره للتشكيل الأساسي، وعدم اختلاف طريقة لعبه باختلاف خصومه، وانكشف ذلك بعد إصابة هداف الفريق البرازيلي إدواردو في إشارة إلى أنه يعتمد على الفريق الجاهز. في حين طالبت الفئة الثالثة الجماهير الهلالية كافة بضرورة الالتفاف حول فريقها، ودعم الإدارة واللاعبين بغض النظر عن مدى جدوى القرار مستندة إلى أهمية التوقيت، واقتراب جولات حسم الدوري، والتشبث بالصدارة نحو المحافظة على اللقب للموسم الثاني على التوالي.. مشددة على أهمية سرعة توفير المدرب البديل. رحل رامون دياز بخيره وشره بعد أن كتب اسمه بمداد من الذهب في سجلات المدربين الذين حققوا إنجازات لا تنسى لزعيم الكرة السعودية.