تعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية تقديم 200 مليون دولار لدعم جهود التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. أعلن ذلك وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال افتتاح أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»، المنعقد في الكويت بالتزامن مع مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، مشيراً إلى أن التحالف الدولي نجح بتحرير نسبة 98 % من الأراضي العراقية فيما تمكن العديد من النازحين من العودة إلى ديارهم. وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن «داعش» لا يزال يشكل تهديداً على المنطقة رغم تحرير الأراضي العراقية من قبضته، داعياً إلى استمرار جهود التحالف لضمان عدم عودة «داعش» إلى العراقوسوريا. وأكد تيلرسون ضرورة تقديم التمويل اللازم للعراق وسوريا لضمان عدم عودة «داعش» إليهما، مشدداً على أهمية مبادرات تحقيق الاستقرار في هذا الشأن لتتمكن المجتمعات في العراقوسوريا من العودة إلى حياتهم الطبيعية داعيا إلى إعادة بناء المناطق التي دمرها «داعش» وإعادة بناء المستشفيات والماء والكهرباء والأطفال إلى المدارس. وأعرب تيلرسون عن تقدير الولاياتالمتحدة للمساهمات السخية من أعضاء التحالف على مدى السنوات الماضية لكن يجب التأكد من تقديم الأموال بشكل أكبر لتحقيق الاستقرار. وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن استمرار الولاياتالمتحدة بأن تكون المانح الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة في سوريا وعملها مع التحالف الدولي والشركاء المحليين من أجل تدعيم المكاسب العسكرية في سوريا. وشدد على ضرورة تأمين المناطق المحررة لضمان العودة الآمنة للنازحين واستمرار الجهود المركزة لدحر «داعش» وحماية المدنيين. وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن تفهمه للمخاوف التركية الحليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) جراء ما يحدث في سوريا مؤكداً أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب حليفتها تركيا لحل قضايا الإرهاب. ودعا تيلرسون إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمحاربة «داعش» نظراً لأهميتها ولضمان عدم تكرار الأزمة والمحافظة على الجهود الدولية في محاربة «داعش» والحول من زيادة شعبيتها. من جهته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ضرورة خلق آفاق جديدة وتنسيق مشترك للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي لوضع استراتيجية لمحاربته. وقال الشيخ صباح الخالد في افتتاح أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي،: على الرغم من التطورات الإيجابية والنتائج الملحوظة على أرض الواقع إلا أن المجتمع الدولي لا زال يواجه تهديدا مباشرا من الجماعات الإرهابية المسلحة التي أصبح من الأهمية بمكان أن يبدأ تحالفنا في خلق آفاق جديدة في إطار استمرار الجهود الدولية والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ومتابعة وتطوير الاستراتيجية التي رسمها التحالف لمحاربة تنظيم «داعش». ومضى الشيخ صباح الخالد في القول إن الجميع يدرك حجم الجهود الكبيرة التي بذلها العراق والدول الأعضاء في التحالف الدولي في حربهم ضد ما يسمى بتنظيم داعش التي تكللت بدحر هذا التنظيم من أراضيه، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود في زمن السلم كما بذل في زمن الحرب. وأعرب وزير الخارجية الكويتي عن أمله بنجاح الحكومة العراقية في ملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية لضمان عدم إفلاتهم من العقاب وفق الآلية الأممية التي أنشأها مجلس الأمن تنفيذا للقراررقم (2017-2379) لتعزيز القدرات القضائية الوطنية العراقية في مجال جمع الأدلة الجنائية عن جرائم «داعش» فضلاً عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالإرهاب وإيقاف تدفق الإرهابيين الأجانب. وأشار الشيخ صباح الخالد إلى أن استضافة الكويت للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق والتي تتزامن أعماله مع أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي، يأتي لضمان استباب الأمن والاستقرار ووحدة العراق واستقلاله وسيادته على أراضيه وتهيئة الظروف الملائمة للبدء بعملية إعادة الإعمار.