كل أندية العالم تملك عشاقًا ومحبين، يزيد عددهم أو ينقص وفق معطيات وحسابات مختلفة، إلا نادي الرائد؛ فهذا النادي القصيمي العريق الذي من خلاله عرفت المنطقة معنى واسم فرق الدوري الممتاز، بعد أول صعود له إلى دوري الأضواء، حققه في مباراة المطر الشهيرة، يملك جماهيرية طاغية، جعلته دائمًا مميزًا بهؤلاء العشاق؛ فجماهيره متيمة وعاشقة لفريقها، ووصلت معه إلى مراحل من العشق لا يتصورها العقل. فالرائد مرَّ في تاريخه بالعديد من المطبات والهفوات إلا أنه بوقفة عشاقه تجاوزها؛ فالرائد من الصعب أن ينكسر ويسقط مهما كانت الظروف والمعوقات والأزمات وهو يملك هذه الجماهيرية العاشقة. نعم، هناك انقسامات عند بعض الجماهير الرائدية حول بعض رجالات النادي، لكن هذه الانقسامات والاختلافات سرعان ما تختفي عندما يتعلق الأمر بمصلحة رائدها. ولعل ما يمر به أحمر بريدة حاليًا من ظروف صعبة جدًّا، جعلته يتذيل ترتيب دوري المحترفين السعودي منذ الجولات الأولى، خير دليل على قوة المدرج الرائدي الذي يعتبر من المدرجات القليلة في أنديتنا التي تعتبر صاحبة قرار مؤثر على الكثير من قرارات إدارات ناديها التي تولت المهمة عبر تاريخه الطويل. فهذا الموسم كان لها وقفة تاريخية لا تنسى أبدًا؛ فعندما شعرت بصعوبة موقف فريقها بالدوري رمت جميع الانقسامات والمشاحنات خلف ظهورها تمامًا، وأخذت على عاتقها ضرورة دعم فريقها، والوقوف معه لكي يخرج من أزمته الحالية، وكانت البداية مع مواجهة الباطن الماضية؛ فالحضور الجماهيري الكبير جدًّا لعشاق رائد التحدي كان أثره واضحًا في إيجاد روح جديدة ومختلفة بين لاعبي الرائد، الذين لم يخيبوا عشاقهم الكُثر الذين ملؤوا مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببريدة؛ فحققوا الفوز بثلاثية، أعادت البسمة من جديد للمدرج الرائدي، الذي ظل لسنوات طويلة محتفظًا ببريقه، وداعمًا قويًّا لفريقه، وله مواقف مشهودة في كثير من الأزمات التي مر بها رائد التحدي.. وفعلاً من يملك جماهيرية عاشقة مثل الجماهير الرائدية سيكون سهلاً عليه تجاوز أي أزمة تعصف به. الحضور الجماهيري الكبير الذي دائمًا تسجله الجماهير الرائدية في مباريات فريقها يجعل النقاد دائما يتساءلون كيف سيكون حال المدرج الرائدي لو أن فريقها منافس على مراكز المقدمة، أو حتى في مراكز الدفء بعيدًا عن معمعة وحسابات الهبوط؟ الجواب بكل تأكيد هو أن الحضور سيكون طاغيًا للجماهير الرائدية في المدرج الجنوبي الذي تعرف تفاصيله جيدًا. فهناك أنديه عديدة رغم أنها تسجل منذ مواسم نتائج إيجابية إلا أن مدرجاتها ظلت فارغة رغم محاولة الاستعانة في بعض المباريات بالعمالة وغيرهم لإيهام المتابعين أن جماهيريتهم تنافس أو قريبة من الرائد إلا أنهم فشلوا، وهو أمر طبيعي أن لا يكون لهذه الفرق أي حضور يوازي حضور عشاق رائد التحدي؛ فالشعبية والجماهيرية لا تُشتريان بأي ثمن. وأخيرًا، يجب أن تعلم الجماهير الرائدية أن فريقها سيتجاوز وضعه الحالي بوقفتهم فقط مع اللاعبين، ودعمهم فيما تبقى من مباريات لهذا الموسم؛ فالرائد وُلد كبيرًا، ويجب أن يبقى مع الكبار، وليس من مصلحة الدوري أن يخسر جمهورًا مثل الجماهير الرائدية.