سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيصل بن معمَّر: دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية في غاية الأهمية لمساندة صانعي السياسات استعرض جهود المركز العالمي للحوار في معالجة العنف الممارَس باسم الدِّين في روما
أكّد معالي الأستاذ فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) في فيينا، التزام المركز بتعزيز دور الحوار في مناهضة العنف باسم الدين مشيرًا إلى تنظيمه مؤتمر فيينا رفيع المستوى التاريخي الذي عقده المركز عام 2014 بمدينة فيينا بعنوان: (متحدون ضد العنف باسم الدين)، والذي جمع عددًا من الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية من حول العالم. وأوضح أن نتائج ذلك المؤتمر كانت أساس استراتيجية المركز المستقبلية، ولعبت دورًا مهمًّا في صياغة خطة عمل الأممالمتحدة لعام 2015م لمكافحة التطرف العنيف المؤدي للإبادة، وذلك بتفعيل دور الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية في المساهمة في هذه الخطة مع صانعي السياسات. جاء ذلك خلال مشاركته بكلمة في المؤتمر الدولي: (معالجة العنف الممارس باسم الدين)، الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما، ونظّمته مؤسسة (ويلتون بارك) البريطانية بالتعاون مع وزارة الخارجية البريطانية التي توفر منصة لمناقشة الأمور المتعلقة بالاستراتيجية العالمية، بمشاركة المجلس البابوي لحوار الأديان في الفاتيكان ومؤسسة أديان، وبحضور عدد من القيادات الدينية والسياسية والفكرية من مختلف دول العالم؛ وذلك لمناقشة أفضل الممارسات لتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية في هذا المجال. وأعرب ابن معمر عن استراتيجية المركز في تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية؛ ليكونوا شركاء رئيسيين جنبًا إلى جنب مع صانعي السياسات في التصدي الفعّال للتهديدات المتعددة للتعايش السلمي والتسامح، التي تتورط فيها الجماعات المتطرفة بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية في العالم، إضافة إلى خطاب الكراهية والتفرقة.. وقال: إذا أردنا السعي إلى التغيير الإيجابي المستدام فأعتقد أننا بحاجة إلى التعامل مع الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في هذا المجال، وأن تساهم المؤسسات الدينية في تطبيق النتائج على أرض الواقع في مجتمعاتها المحلية. وأشار إلى انتهاء المركز من صياغة اللمسات النهائية لإطلاق منصة حوار دائم بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي نهاية فبراير الجاري، ووصفها بالشبكة الفريدة من العلاقات وتعزيز فرص التواصل بين المجتمعين المسلم والمسيحي. وهذه المنصة هي ثمرة البرامج التي أطلقها المركز، ونتيجة للتعاون المكثف مع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية في المنطقة. واستعرض ابن معمر جهود المركز وفعالياته خلال مسيرته الماضية، مشيرًا إلى أن المركز يعمل بشكل مكثف مع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية في كل من نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى على إنشاء منصات للحوار لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك الاجتماعي. وفي ميانمار قام المركز بتدريب نشطاء مسلمين وبوذيين في مهارات الحوار، وأنشأ (مبادرة السلام في ميانمار)، وهي منظمة غير حكومية، أصبحت أكثر منبر للحوار بين أتباع الأديان في ميانمار. وقال معاليه: أنشأ المركز أول شبكة في العالم العربي بين الكليات الدينية الإسلامية والمسيحية لإدخال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مناهج هذه الكليات. كما أصبح التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي مجالاً رئيسًا من مجالات التركيز عليها بالنسبة للمركز؛ إذ درب أكثر من (800) من القيادات الدينية الشباب ودعاة الحوار بين أتباع الأديان في بناء السلام، ولاسيما في المجتمعات التي قد عانت مؤخرًا من فقدان قيم التعايش والتماسك الاجتماعي.