ولد الملك فهد بن عبدالعزيز بمدينة الرياض (1343ه) وتوفي (1426ه).. حيث درس بمدرسة الأمراء وعاش وتربى في كنف والده وعرف عنه في طفولته الهدوء والميل إلى الصمت والإصغاء والاستماع، وعرف عنه الصبر والحكمة، حيث ولاه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كثيراً من الأمور الداخلية والخارجية نيابة عنه، وهو الملك الرابع من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز؛ حيث تولى أمور البلاد ملكاً بعد وفاة أخيه الملك خالد -رحمه لله- 1402ه؛ وبذلك لنا مشاهدات في بعض السطور من إنجازاته ومواقفه وحكمته -رحمة الله- خلال حكمه الذي دام أكثر من خمسة وعشرين عاماً.. حيث كان يقف بنفسه على المشروعات ويتابع ما أنجز منها سواء بالتعليم أو الصحة أو الدفاع وغيرها كثير وليس لنا إلا نقف على بعض من سطور تاريخ حكمه. 1 - تم تعينه أول وزير للمعارف بالمملكة وأعطى التعليم اهتماماً خاصاً، حيث قام برحلات من أجل تطوير التعليم بجلب الخبراء والأساتذة الجامعيين والمدرسين، حيث انتشرت المدارس بالمملكة بجميع المراحل الدراسية من بنين وبنات وانتشرت الكليات العلمية وكان الملك الفهد -رحمة الله-، يحضر بنفسه جميع المناسبات العلمية من حفلات التخرج بجميع المراحل الدراسية وخاصة حفل التخرج الجامعي.. حيث كان أكثر سعادة وهو يرى أبناء وطنه وهم بأعلى المراتب والدرجات العلمية، وسار على هذا النهج حتى وفاته. 2 - تم تعينه وزيراً للداخلية، حيث قام بتطويرها بإنشاء المدارس والمعاهد العسكرية بمدن المملكة، وأنشأ كلية الأمن الداخلي سابقاً (كلية الملك فهد الأمنية)، إًيماناً منه بأن تكون منبراً لتخريج الضباط على أعلى المستويات التقنية والأمنية. 3 - من حكمته واهتمامه الخاص بالعلم أعطى الطب الأولويات بذلك وهو جزء من التعليم العالي، حيث قام بإرسال الطلبة السعوديين بدراسة الطب في بعثات خارجية، والأطباء السعوديين بدورات طبية تخصصية خارجية لأوروبا وأمريكا.. وقام بالتشجيع والوقوف مع الأطباء السعوديين، حيث أصدر نظاماً وكادرًا طبيّاً خاصًا بالأطباء السعوديين لا ينافسه أي نظام طبي خارجي، وذلك لندرة الأطباء السعوديين.. ويكفي منه ذلك سفره -رحمه الله- إلى منطقة الأحساء عدما كان ولي للعهد (محرم 1402) لحضور تخريج الدفعة الأولى من طلبة كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك فيصل، ومن المشروعات الطبية التي وقف عليها افتتاحه مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وغيرها من المستشفيات بمدن المملكة. 4 - زيارته الكريمة لمختلف مدن المملكة وذلك لتفقد أحوال أبنائه المواطنين وافتتاحه لكثير من المشروعات والوقوف عليها بحيث جعل الجامعات بكل مدينة هي المنبر للقاء المفتوح مع أساتذتها وطلابها وهو نهج اختص به منذ أن كان وزيراً للمعارف، حيث تغمره السعادة والفرح وهو يرى عشرات الآلاف من أبناء الوطن بأعلى المراتب العلمية. 5 - تشجيعه للمزارعين وإعطاؤهم القروض والأراضي الزراعية من أجل إنتاج زراعي محلي من فواكه وخضروات وتمور وغيرها من الإنتاج الزراعي مما نتج عنه الاكتفاء الذاتي من زراعة القمح للمملكة ودول المنطقة. 6 - تطوير المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق (المؤسسة العامة للحبوب) وذلك بافتتاح فروع عدة في كثير من مدن المملكة وذلك على أحدث النظم والتقنيات والمواصفات العالمية. 7 - وقوفه شخصياً بافتتاح وإقامة السدود المائية بالمملكة منها سد منطقة جازان وسد منطقة عسير وذلك حفاظاً على الثروة المائية، وافتتاحه مشروع تحلية المياه المالحة على أحدث النظم والتقنيات الحديثة وهي من المشروعات العملاقة بالمملكة سواء بالمنطقة الشرقية أو المنطقة الغربية. 8 - نظرته الثاقبة، حيث أمر بتطوير مدينة الجبيل وينبع الصناعية على أعلى التقنيات العصرية.. حيث تظم أكثر من ثلاثمائة مصنع وهو يمثل تنوعاً لمصادر الدخل للدولة، وقام بتطوير صندوق التنمية الصناعي من أجل جيل المستقبل وهم بسلاح العلم والمعرفة. 9 - توسعة الحرمين الشريفين وهي أكبر توسعة لهما بتاريخ المملكة في عهد الملك فهد.. حيث قام بإحداث وتطوير أضخم الخدمات من مشروعات عملاقة من محطات الكهرباء والمياه بالحرمين الشريفين وذلك من أجل راحة ضيوف الرحمن من معتمرين وزوار وحجاج بيت الله.. وقام بإنشاء مطبعة ملك الفهد للمصحف الشريف وذلك بتخصيص مجموعة من العلماء الأجلاء بالوقوف والإشراف على طباعته. 10 - تشجيعه للرياضة والرياضيين وحضوره شخصياً -رحمه الله- تسليم الكؤوس والميداليات حتى وصلت الكرة السعودية في عهده إلى منافسات العالمية وقام بإنشاء الأندية الرياضية وتطوير ودعم بيوت الشباب بمختلف مدن المملكة.. وافتتاحه شخصياً لإستاد الملك فهد، وهو معلم من معالم مدينة الرياض. 11 - من سياسته ونظرته وحكمته الملك فهد -رحمه الله- بأن أعطى مجلس التعاون الخليجي اهتماماً خاصاً بما يخدم دول المجلس وشعوبها سواء بالمجال السياسي وقراراته أو الاقتصادي أو العسكري، ومن حكمته أمر بإنشاء قوات درع الجزيرة العربية لدول مجلس التعاون مما أعطاها هيبة واحتراماً، حيث دعمها وذلك بتدريب أبناء دول المجلس التعاونبكلياتنا العسكرية، حيث تخرج الكثير والكثير منها ضباطاً بأعلى التفنيات العسكرية ليقفوا سداً منيعاً لدول المجلس. 12 - قراره التاريخي المأخوذ من حنكته السياسية وحكمته وصبره وذلك بطرد الغزاة العراقية من دولة الكويت الشقيقة، حيث كان شاغله الشاغل على مدار الساعة ولم يتخذ قراره التاريخي هذا إلا بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود بعد جهود من مباحثات واجتماعات واتصالات مكثفة مع الجانب العراقي، حيث لم يقبل العراق تلك الجهود والمساعي الأخوية بالانسحاب من دولة الكويت.. حيث أصدر بذلك أمره الملك فهد التاريخي بإخراج القوات العراقية من الكويت وتم له ذلك. 13 - صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء نظام المناطق (مجالس المناطق) 1412ه وتعين أعضائها (210) عضوياً من (13 منطقة) وجعلها مرتبطة بجميع الوزارات الحكومية من أجل تنمية راسخة وذلك إيمانا منه -رحمه الله- بجعل عجلة التنمية وفق جميع الدراسات والخطط الموضوعة لكل منطقه، حيث سبق لنا تجارب سابقة بالمجالس مثل مجلس الأهالي والمجلس الإداري وغيرها ولكن دورها ضعيف ونشاطها محدود لا يتناسب وتطلعات التنمية الحديثة والدولة العصرية. من هنا نقول خلال ربع قرن ترك الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بصمات كثيرة لبناء هذا الصرح الكبير (المملكة العربية السعودية) والحفاظ على أمنه وسيادته وشعبه الوفي، ناهج بذلك سياسة المؤسس والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، حيث سار عليها أبناؤه من بعده من الملوك: سعود وفيصل وخالد -رحمهم الله- ويكفي فخراً وشرفاً لأمتنا آل سعود وقوفهم ورعايتهم وخدمتهم للحرمين الشريفين على مدار الساعة؛ والتي هي الآن تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله ورعاهم وأيدهم بنصره-.. وبالله التوفيق. ** **