تعد جماعة الدوادمي للفنون التشكيلية من أبرز الجماعات التي تعددت على مستوى المملكة خصوصاً التي تحمل اسم المدن أو المحافظات منها جماعة المدينةالمنورة التي مازال أعضاؤها يماسون نشاطهم ويتحركون بمعارض الجماعة داخل المملكة وخارجها.. أيضاً هناك جماعة الرياض وجماعة القطيف والطائف والقصيم وسدير، إلا أن جماعة الدوادمي لها بصمة ونكهة مختلفة من حيث تنوع الإبداعات بين النحت والرسم خصوصاً النحت الذي جعلها منبعاً ومصنعاً لمبدعين فيه، وعند العودة واستحضار تاريخ هذه الجماعة فنجد أنها انطلقت عام 1415ه باتفاق جماعي من معظم فناني مرسم نادي الدرع الذي كان الرحم الذي ولدت منه الجماعة في تلك الفترة ومنهم إبراهيم النغيثر وعلي الطخيس وسعود العثمان ومحمد العبدالكريم ومحمد أبو زيد وأحمد الدحيم وبالود البالود ومتعب عبدالرحمن وثويمر العتيبي، حيث اتفق الحضور على تأسيس الجماعة وبدأت الجماعة بمعرضها الأول في 1415 والذي أقيم على صالة قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض وافتتحه سعادة الدكتور عبدالله القويز، كما أقامت الجماعة معرضها الثاني بأبها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 1416 وأقيم معرضها الثالث بمدينة جدة نهاية عام 1416، كما أقامت معرضها الرابع في الرياض صالة التعمير عام 1418ه الخامس في صالة نادي الدرع بالدوادمي عام 1422ه السادس أقيم في صالة مركز الملك فهد الثقافي 1423ه وأقيم المعرض السابع في جدة عام. ولم يتوقف تحرك أعضاء الجماعة على مدينتهم الدوادمي منذ ان كانوا في مرسم نادي الدرع بالدوادمي حيث اثبتوا دور المرسم في المشاركات في المعارض والمسابقات التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحققوا الكثير من المراكز وعلى أعلى مستوى حاصدين المراكز الأولى على مدى سنوات متتابعة دون منافس فأصبح مرسم نادي الدرع يتربع على قائمة مراسم أندية المملكة لحصوله على نصيب الأسد في تلك المسابقات والمعارض والتي أقيمت ما بين عامي 1404ه وعام 1414ه مما حدا بالمسؤولين بالرئاسة العامة تقديراً لما حققه مرسم النادي إلى اختيار صالة نادي الدرع لإقامة المعرض العام الثاني عشر لمناطق المملكة عام 1413ه وهي أول مرة يخرج فيها معرض بهذا الحجم من صالات المدن الرئيسية الرياض والدمام وجدة ويتم افتتاحه على شرف وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح بن ناصر وحضور عدد كبير من المسؤولين ومن الفنانين لتشكيليين من مختلف مناطق المملكة. دور الجماعة بفتح فرع لجمعية التشكيليين لم يتوقف دور أعضاء الجماعة حيث كان لنشاطهم وحضورهم المتواصل تحقيق خطوة جديدة بفتح فرع لجمعية التشكيليين بمحافظة الدوادمي منذ تأسيس الجمعية وجد الطلب تأييد كبير من التشكيليين على مستوى المملكة ومن مجلس إدارة الجمعية ومن وزارة الثقافة والاعلام، حيث يأتي هذا الموقف من أعضاء جماعة الدوادمي بمثابة الهدية للأجيال الجديدة التي تزخر بها المنطقة وتقديم الدعم لهم من خلال البرامج التي يشارك بها هؤلاء الرواد المؤسسين لانطلاقة الفن التشكيلي في المحافظة بإقامة الدورات والورش من جيل متمكن إلى جيل موهوب. الغياب غير المبرر لجماعة الدوادمي نحن هنا في صفحة الفنون التشكيلية بجريدة الجزيرة وبكل فخر كنا ولازلنا نقف مع كل المبدعين أفراداً أو جماعات ومنها جماعة فناني الدوادمي التي لنا معها وقفات ومع أعضاءها منذ أن كانوا في مرسم نادي الدرع، ولهذا فلدينا تساؤل عن غياب الجماعة وتلاشي نشاطها مع علمنا ومتابعتنا للدور الكبير الذي يقوم به الدكتور الأديب محمد القويز المهتم بالفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي كمصور محترف وسعيه أكثر من مره في لم شمل الجماعة والذي حظيت منه من خلال اتصال هاتفي حمبت له فيه ذلك التساؤل بوميض أمل لمعرفتي بقربه من الأحبة أعضاء الجماعة، في إمكانية عودة نشاطهم وإحياء اسم الجماعة وحضورها المعهود وثقته بالأعضاء المؤسسين وبمن جاء بعدهم، ففي عودة المجموعة ما يعني جانب علامي وسياحي مهم للرفع من حضور محافظة الدوادمي في مسيرة ثقافة الوطن وسندا لفرع جمعية التشكيليين الذي ستكون مهمته الأخذ بأيدي الناشئة. إن الحراك التشكيلي السعودي الحالي وما يتطلب من تفعيل من كل الأطراف الأفراد والجماعات والمؤسسات في هذه المرحلة وما ينتظر من الفنانين ضمن رؤية (2030) التي ستغير وجه الوطن نحو الأجمل والأفضل تحتاج للجميع ومن بينهم الجماعات التشكيلية وفي مقدمتها جماعة الدوادمي بالعودة لما كانت عليه خصوصاً أنها الآن تضم نخبة من رواد التأسيس لهذا الفن في المحافظة وعلى مستوى المملكة.