(رأي) مساحة عبر صفحات الأدب الشعبي في صحيفة «الجزيرة» نُوثِّق من خلالها آراء الأدباء والمثقفين والمتخصصين في كل ما له صلة بالأدب الشعبي. بدأ الشعر العامي بلهجة أهل نجد يضيف لحناً آخر وعامية أخرى باستعمال كلمات أكثر تخصيصاً أو تعميماً أو تغييراً لصيغة الكلمة العربية، أو لخطأ نحوي حتى جاء النصف الأخير من القرن العاشر، حيث تأصل فيه أقدم شعر عامي. فهذا الشاعر عقبة بن جابر العقيلي ومن قبله يتبارون بالشعر العامي والشعر الفصيح، يطعمون الفصيح بكلمة أو كلمتين عاميتين ويخطئون في النحو، ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول ويرفعون المجرور، واستمر هذا الشعر لم يختلف عن الشعر العربي من حيث الأوزان إلا بمقدار ضئيل. وبعد ذلك وجد الشعر الملحون، واقتضى هذا الشعر أن يكون له قافيتان إحداهما للصدر والثانية للعجز، ويأتي مربعاً أحياناً وأحياناً مخمساً. وهكذا استمر اللحن أكثر فأكثر. وعندما أذكر تحليلاً للشعر الجاهلي فإنني أعني الشعر العربي الفصيح وقوافيه، ولكن الشعر العامي يخضع في وزنه للحن لا للمنطق، وهذا أمر غفل عنه كثير من الدارسين، بل إن بعضهم يحاول أن يدعي عرفاً أن هذا البيت مكسور وهذا ليس بصحيح. فالشاعر العامي ينظم على لحن معين ثم إذا أطلقه انقاس، فإذا ما حاول أحد أن يتكلم بهذا الشعر دون اعتبار للحن، متوخياً السهولة، ضاع اللحن وبالتالي فقد الشعر قيمته.