كان يا مكان في قديم الزمان إذا خسر الهلال في مباراة مصيرية أو خرج الهلال من بطولة مهمة اهتزت أركان الكيان واكتظت جنبات النادي تلك الليلة بالحضور الشرفي والجماهيري، وغصت ممرات النادي بالاجتماعات الشرفية والحوارات الجماهيرية، وتحولت المنطقة المحيطة بمكاتب الإدارة إلى مكان للنقاشات القوية بين جمهور الهلال ورئيس الهلال، وأصبحت مخارج غرفة اللاعبين مكانا للانتقادات الحادة من جمهور الهلال للاعبي الهلال، ولا يغادر جمهور الهلال أروقة النادي إلا بعد أن يقدم الرئيس واللاعبون الوعود والعهود بالتصحيح والتعويض في المباريات والبطولات القادمة، وبالفعل ما هي إلا أيام معدودات وتنقشع الغمة ويعود الهلال إلى القمة بتحقيق الانتصارات وانتزاع البطولات وهذا أحد أسباب وأسرار زعامة الهلال والتي أصبحت للأسف من ماضي الهلال!!.. أما حاضر الهلال فيكشفه واقع الهلال اليوم وتحديداً في عدم المبالاة الإدارية والتدريبية والشرفية عقب خروج الفريق من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين المبكر ومرور هذا الخروج المؤلم دون مصارحة أو مكاشفة أو محاسبة بين أعضاء الشرف والإدارة والمدرب واللاعبين وكأن ثقافة الهلال أصبحت في هذا الزمان بأن لا أحد يحاسب أحدا، وربما هذا يبرر لماذا وصل حال الهلال إلى ما وصل إليه الآن ؟!.. فالواضح من المشهد الهلالي اليوم بأن أعضاء الشرف لا يسألون رئيس النادي على سوء تعاقداته والرئيس لا يناقش مدرب الفريق عن تراجع أداء فريقه والمدرب لا يحاسب اللاعب على تواضع مستوياته وجمهور الهلال لا يستطيع الوصول للرئيس أو المدرب أو اللاعبين بسبب الحواجز الأمنية لذلك استمرت مستويات الفريق المتواضعة وتواصلت نتائج الفريق المخيبة بل ووصلت إلى محاولة فرض تقبل خروج الهلال وكبير الكبار من كأس خادم الحرمين الشريفين بهذه الطريقة المبكرة والمخجلة والتي امتدت إلى عدم الظهور وتقديم الاعتذار لجمهور الهلال والتعهد بالتصحيح والتعويض في المباريات والاستحقاقات القادمة كما كان يحدث في قديم الزمان!!.. على كل حال في الأسابيع الماضية ظهر مدرب الفريق السيد رامون دياز في عدة مرات وبرر تواضع مستويات لاعبيه وتراجع نتائج فريقه بالإصابات والغيابات، ويبدو أن هذا التبرير سيظل موجودا وسوف يتكرر لأن بكل بساطة إدارة نادي الهلال تساهلت وقصرت في توفير احتياجات الفريق وإنهاء ملف التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، وهذا خطأ إداري يتحمله بالدرجة اأولى رئيس النادي الأمير نواف بن سعد الذي كان يعلم مبكراً حاجة فريقه لاستقطابات وتعاقدات جديدة، ويدرك جيداً أن فريقه تنتظره مباريات مهمة في الدوري لكي يحافظ على لقب بطل الدوري وتعويض ضياع فرصة الحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين ولكن للأسف رئيس نادي الهلال هو من أعطى مدرب فريق الهلال الحجة والذريعة لاستمرار تقديم التبريرات!!. الاتحاد السعودي وتقنية الفيديو في (18 ابريل 2017) أعلن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت أن بدء تطبيق تقنية الفيديو سيكون بشكل (غير مباشر) في النصف الأول من الموسم الرياضي الحالي في حين ستكون التجربة بشكل (مباشر) في جميع مباريات مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين الجارية، ولكن للأسف انتهى الدور الأول من الدوري السعودي ومضت عدة أدوار من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ولم يتم تطبيق تقنية الفيديو مما يعكس فشل الاتحاد السعودي في اتخاذ قرارات تصب في مصلحة النهوض بالتحكيم بل ويكشف الدور السلبي للاتحاد السعودي في تفاقم مشكلة التحكيم المحلي والأجنبي ومساهمته في زيادة الاحتقان في الوسط الرياضي!!.. حقيقة مؤسف جداً ألا يدرك ويعي الاتحاد السعودي الحكمة من قرار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ والخاص بقرار فتح عدد الاستعانة بالحكام الأجانب وهو تحقيق العدالة والارتقاء بالمنافسة، وهذا لم يتحقق، والسبب ببساطة لأن الاتحاد السعودي تساهل وتهاون في التعامل بشكل احترافي مع موضوع التحكيم بداية من سوء اختيار الحكام الأجانب وانتهاءً بتأخير تطبيق تقنية الفيديو!!.. باختصار الجمهور السعودي والوسط الرياضي ينتظر من الاتحاد السعودي العمل بجدية ومسئولية لإيجاد حلول سريعة وناجعة تساهم في معالجة قضية أصبحت تزعج وتؤرق الجميع دون استثناء وهي قضية التحكيم ولاسيما وأن الدوري السعودي دخل مرحلة الحصاد وباتت جولاته القادمة مهمة ومصيرية في تتويج الفريق البطل وتحديد النادي الهابط!!.