القطيف – ياسر السهوان مجبرون للبقاء في المنافسة وسد النقص في المراكز والحفاظ على القمة اتجهت بعض أندية المنطقة الشرقية التي تلعب في الدوري الممتاز لكرة اليد إلى التعاقد مع اللاعبين المحترفين الأجانب، وبصفة خاصة الأوروبيين، بالرغم من فقرها مادياً، ومن ذلك تعاقد نادي الابتسام مع اللاعب الصربي مايلوس فيليكس، وتعاقد نادي النور مع مواطنه زوران رادوجيفيك، ونادي مضر حامل لقب الدوري وبطل الأندية الأسيوية مع اللاعب الصربي ماركو، إضافة إلى اللاعب الجزائري موفق عبداللطيف، فيما تعاقد نادي الصفا الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز مع اللاعب المقدوني إيفا لازاروفكي، وهو الاتجاه الذي ذهبت إليه إدارة نادي الخليج في التعاقد مع لاعبها ميخائيل بيتروفسكي، الذي ألغت عقده بعد الجولة الأولى من الدوري واستبدلت به الكرواتي كريستيان، أما ناديا المحيط والترجي فقد اتجها إلى مدرسة شمال إفريقيا، حيث تعاقد الأول مع اللاعب التونسي وليد شريف، فيما جدد الثاني تعاقده مع التونسي الآخر وجدي بن بريك للموسم الثالث على التوالي، فما الأسباب التي دفعت هذه الأندية إلى التعاقد مع اللاعبين المحترفين وتحمل هذه الأعباء المادية، رغم معاناتها الدائمة من عدم توفر المال الكافي في خزائنها؟ ومن أين توفر قيمة التعاقد معهم؟ مكرمة ملكية فوزي أمان يقول رئيس نادي الابتسام فوزي أمان «إن اللاعب الأجنبي المحترف، خاصة الأوروبي، يعد دعامة قوية للفريق، وتحتاجه كل الفرق الرياضية لتغطية نقاط الضعف، إضافة إلى أنه يمثل أنموذجاً يحتذى به من قِبل اللاعبين المحليين، لخبرته ولمهارته الفنية وانضباطه في التدريبات، والمباريات الرسمية وتنفيد تعليمات وخطط المدرب باحترافية»، وأضاف «إذا أردنا أن ندخل في المنافسة علينا أن نضحي، صحيح إننا نعاني الضعف المادي، إلا أن هناك رجالاً وأعضاء شرف يعتمد عليهم في مساعدة الأندية، وحبهم وولاؤهم لوطنهم ولأنديتهم يفرض عليهم الوقوف بجانب النادي ودعمه مادياً ومعنوياً»، مشيراً إلى أن المكرمة الملكية التي أمر بصرفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم الأندية الرياضية في الموسم الماضي ساعدتنا بشكل كبير في سعينا إلى التعاقد مع لاعب محترف أوروبي. بطولة مضر عبدرب الرسول العبيدي ويؤكد رئيس نادي النور وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة اليد، عبدرب الرسول العبيدي، أن فترة الدوري محدودة هذا الموسم، وتقتصر على أربعة أشهر فقط، وهي أحد العوامل المساعدة في التعاقد مع لاعب أجنبي، وقال «هناك فرق كبير بين أن تتعاقد مع لاعب لمدة محدودة تكلفك مبلغاً مالياً محدوداً، أو أن تتعاقد مع لاعب لفترة طويلة تمتد إلى موسم كامل»، مضيفاً «أن تأهل منتخبنا إلى كأس العالم، الذي يمثل غالبية لاعبيه أندية المنطقة، وتحقيق نادي مضر للبطولة الأسيوية الأخيرة، شجعا الأندية على تقوية صفوفها باللاعبين المحترفين». طموح وقمة سامي اليتيم ويرى رئيس نادي مضر بطل الأندية الأسيوية وحامل لقب الدوري، سامي آل يتيم، أن طموحهم وتعطش جماهيرهم إلى البطولات، ورغبتهم في البقاء في القمة، يمثل دافعاً قوياً لهم للتعاقد مع لاعب محترف، رغم كلفته المادية العالية، وقال «اللاعب الأجنبي يشكل عبئاً كبيراً على النادي من الناحية المادية، لكن عدم التعاقد مع أجنبي يعرض إدارة النادي إلى سيل من العتاب الجماهيري والشرفي»، ويقترح آل يتيم على الاتحاد السعودي للعبة دعم الأندية ومساعدتها مادياً في جلب اللاعب المحترف الأجنبي، من أجل مصلحة وتطور اللعبة في المملكة. حل أمثل سمير الناصر أما رئيس نادي الصفا، سمير الناصر، فيعتقد أن اتجاه ناديه للتعاقد مع لاعب أجنبي يعود إلى أنهم مجبرون حتى يبقوا في المنافسة وفي الدوري الممتاز، بسبب توفر اللاعبين الأجانب في كل الأندية، وقال «طالبت في أكثر من مناسبة أن يتم إيقاف التعاقد مع اللاعبين الأجانب، والسماح بالإعارات في فترات محدودة، إضافة إلى عدم إجبارنا في الأندية على التعاقد مع اللاعبين الأجانب في فترات محدودة، لأنها تكلفنا كأندية فقيرة مبالغ وأعباء مادية كثيرة»، ويضيف «كنا في الماضي نتعاقد مع المحترفين وقت الحاجة فقط، أما الآن فقد أصبحت الفائدة للمحترفين أكثر من اللاعبين المحليين والأندية»، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم يبحثون عن اللاعب الرخيص الذي لا يكلفهم مبلغاً كبيراً من المال، من أجل إرضاء جماهيرهم»، متمنياً «أن يأتي الوقت الذي تتوزع فيه هذه المبالغ، التي يتم توفيرها من خلال الناس، على اللاعبين المحليين بدلاً من الأجانب كمكافأة لهم». رعاة وتمويل شفيق آل سيف ويتساءل رئيس نادي الترجي، شفيق آل سيف، عن أفضل الطرق للمنافسة إذا لم يتعاقدوا مع لاعب محترف أجنبي، وقال «نحن مضطرون لهذا الأمر لتغطية بعض النواقص والمراكز في الفريق من أجل المنافسة»، وأضاف « تعاقدنا مع إحدى شركات المقاولات لرعاية لعبة كرة اليد كأفضل حل، لمساعدتنا على توفير مبلغ جيد للتعاقد مع اللاعب المحترف التونسي بن بريك، لأن المبالغ المقدمة من رعاية الشباب لا تكفي»، إضافة إلى أن لعبة كرة اليد تحظى بدعم وإسهامات الناس وأعضاء شرف النادي.