كانت ليلة ينايرية دافئة في العاصمة الرياض، ليلة توهجت بالحضور الكريم لأمسيتي التي أطلت عبرها خمس كاتبات من مملكة السويد وكنت بينهن ومعهن وهن :ملكة الأدب السويدي وأول كاتبة تحصل على جائزة نوبل في الآداب سلمى لاغرلوف ، والشاعرة كارين بوي ايقونة الشعر السويدي الحديث ، واستريد ليندغرين كاتبة أدب الأطفال والتي جعلت لمملكة السويد الصدارة في مجال أدب الطفل ، وساهمت في وضع قوانين تحمي الطفولة ، فردريكا بريمر والين واغنر اللتان ناضلتا لحقوق المرأة في السويد ونالت المرأة السويدية حقوقها بسبب كتاباتهما. في تلك الليلة كانت إطلالتي الأولى من نافذة ورد على منبر ثقافي باذخ في الرياض ، هذا المنبر الثقافي هو الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون ، الذي أسسه الكاتب والناقد والمترجم الدكتور سعد البازعي ،تلك الليلة تناغم الحضور مع الأغنيات وموسيقى الفلكلور السويدي والمقاطع اليوتيوبية للكاتبات السويديات و مرت بي الأمسيات المتوهجة بالموسيقى والأنغام ،والكلمة ،والصورة التي حضرتها في الخارج. تلك الليلة أبهجني حضور محرري الصحف والمجلات، وأيضا البث المباشر عبر موقع أدب في تويتر. في الملتقى الثقافي جهود فردية محبة للثقافة والفنون أصبحت تتجه نحو المؤسسية تمثلت في منسقة الملتقى الكاتبة الجادة سارة الرشيدان والتي تقود فريق تنفيذي في أمسيات الملتقى المتنوعة ، وهنا تمكين للمرأة ، وهذا العام يكمل الملتقى عامه الخامس بنجاح وبحضور متميز من جميع الأعمار ومن محبي حقول الفنون والآداب معا وأنا أكمل عامي الخامس في الإبحار في الأدب الاسكندنافي . أتذكر أنني سألت ذات مساء منسقة الملتقى سارة أين تجلس النساء فأخبرتني أن مؤسس الملتقى البازعي رفض أن يجلسن في الخلف وأن يجلسن في المقدمة فهن شقائق الرجال ، تلك اللحظات رقصت فرحا على ضفاف شواطىء الخبر. وعندما حضرت أول أمسية قبل أشهر في الملتقى التقيت بزملاء وزميلات فكر وفنون وتعالت أمنياتنا لتنمية ثقافية باسقة، أتذكر أنني لم أر وجوها متجهمة ، وهذا ماحدث مع أمسيتي شعرت أنني مع أصدقاء باسمين أعرفهم منذ زمن .فالأجواء جمالية مفعمة بالمحبة والبهجة والأمنيات والفكر المنفتح على ذواتنا وعلى ثقافات الآخرين . جميعنا كمثقفين يعلم أن الملتقيات الثقافية الخاصة تمثل رافدا هاما للمؤسسات الثقافية الحكومية ، ولكنها تفوقت عليها لأنها تتنفس روح العصر ،وتناقش موضوعات ثقافية حيوية وهامة ، فجذبت المهتمين بروافد الثقافة المختلفة ، ففي الملتقى الثقافي نوافذ وارفة بأمسيات شعرية ، سردية ، نقدية ، سينمائية ، فنية ، موسيقية ،فلكلورية ، وامسيات من ثقافات أخرى ، فشكرا لجمعية الثقافة والفنون بالرياض التي رسمت خارطة مضيئة للثقافة والفنون في وطننا، وتحية ورد للملتقى الثقافي، وللحضور الكريم من الجنسين، ولكل أصدقائي الذين قدموا من جهات الوطن و شاركوني رحيق تلك الأمسية الرقراقة التي حلقنا فيها معا على شواطىء سفن الفاكينغ ، وانصتنا إلى أغنية هير منلي. ** **