لا نموذج سامٍ، ولا علامة فارقة، ولا درس تقرؤه الشعوب وتتشربه الأجيال، ولا ألفة ولا اتحاد ولا توأمة ولا تعاضد ولا تكاتف ولا اتفاق في هدف أو ارتباط في مصير مثلما تمثله اليوم العلاقة بين المملكة العربية السعودية (حامية حمى الإسلام وصاحبة الريادة في وسطيته والحضن الآمن للمسلمين والمدافع الأصدق عن قضاياهم) ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الأبية عن كل نقيصة، والمتطلعة إلى التفرد والتجديد في المكان والزمان والإنسان. ولأن الشاعر هو لسان قومه، ومنبر لكل المجالس، وهو صوت المجتمع وصداه، فإننا نقف بكل فخر على تعبير صادق لهذا الحب وتلك الألفة، أبدع فيه الشاعر، وتألق ورسم لنا وعنا صورة من الوئام، قلَّ أن تجدها، أو لنقل لن تجدها. هذا العمل الأدبي والفني الذي أطلق عليه اسم (محمدين المجد) يمثل كل السعوديين، وكذلك كل الإماراتيين، أبدع في سبكه وحبكه شاعر التظاهرة الأدبية الشعبية الأكبر وشاعر المليون الأستاذ/ نايف بن مسرع الدوسري، وعبَّر عن فرحة وطن بأكمله، وشعب بأجمله، حينما قال: (الصورة اللي شدت رموز الإعلام / سارت بها الركبان في كل ديرة). وهي صورة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبجانبه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وهما بين أفراد القوات المسلحة والطيارين من البلدَيْن. وأردف الشاعر بقوله: (عِيجت لها إرقاب العروبة والإسلام / وكبرت بها أحلام الجموع الغفيرة). ويحق للعرب كافة، وليس لشعبَي البلدَين، أن تكبر أحلامهم بقادة مثل المحمدين. وصدق الشاعر بوصفه للمجد وقوله فيه بأن: (المجد ما هو حلم وإعلام وأفلام)، بل هو: (المجد مجد اللي تقود المسيرة). وهذا بالفعل ما نراه من مجد يزهو به القائد والمواطن هنا وهناك. وصدق ابن مسرع في شعره ووصفه: (يا محمدين المجد قدام قدام / ما به سوى سيرتكم اليوم سيرة)، بل إن الأمة مجتمعة تعقد عليهما الآمال العظام في إعادة عزها ومجدها؛ فهما السند - بعد الله - والسور الواقي لأمنها وأمانها واستقرارها. وليس أصدق من وصفهما بقول: (شعوب الأمة فيكم تسوق الأحلام / أنتم سندها والأمل والذخيرة)، ولا أبرز وصفًا من قول: (وقّف لها في مصمك المجد ضرغام / وسميّه بقصر الحصن يستثيره). ومن المؤكد أن شعبَي الدولتَين مع قيادتَيْهما يفخرون بما بينهما من المودة وحسن الجوار، وتفخر كذلك كل بلاد المسلمين، وتتطلع إلى أن يكون هناك وحدة شاملة صادقة بينها. وقال الشاعر النايف في تلك الوحدة مشددًا عليها ومفاخرًا بها: (في وحدة نفخر بها بين الآنام / ويفخر بها سكان شبه الجزيرة). ومثلما أن للسعة صديقًا فإن للضيق صديقًا، وبينهما فارق كبير، والمواقف هي التي توضح ذاك وتبعده، وتبرز هذا وتدنيه؛ لذا فإن في الأزمات خيرًا مثلما قال الشاعر ابن مسرع: (الله يبيض وجهها سود الأيام /نا أشهد إن فيها مع الشر خيرة).. وأردف قوله بقوله: (بانت لنا من سور صنعاء إلى الشام / أهل اليدين الطايلة والقصيرة)، في إشارة واضحة لصديق المصلحة من صاحب المبدأ والموقف الثابت. ومنتهى القول والقصد والقصيد المعبر عن شعب المملكة وشعب الإمارات، والثقة التي يستحقها المحمدان من مواطني البلدين قال الشاعر نايف ابن مسرع قبل ختام قصيدته الفاخرة: (سيروا بنا والعز قدام قدام / يا راس مال شعوبكم والذخيرة)، وهي إشارة إلى الثقة الكاملة في محمدَي المجد لدى شعوب البلدَين لثاقب بصيرتَيهما، ومعهما سيبقى استمرار العز للبلدَين وأهلهما في المستقبل مؤكدًا. ** ** فهد بن أحمد الصالح - المستشار وعضو المجلس البلدي وعضو مؤسسات المجتمع المدني بالرياض