كان اللقاء السنوي للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فرصة مهمة ليتحدث فيها ضيف اللقاء معالي الدكتور عواد بن صالح العواد وزير الثقافة والإعلام عن موضوعات متعددة تجاوزت مجالات الإعلام ومجالات السياحة والتراث إلى موضوعات أخرى تتعلق بالإدارة والثقافة والفنون والأدب وغيرها من المجالات التي جعلت من حديث الوزير حديثاً ثرياً استمتع به الحاضرون من منسوبي الهيئة ومسؤولي وزارة الثقافة والإعلام وبقية المدعوين من الوزراء وكبار الشخصيات. وقد شد انتباهي أثناء حديثه عن مركز الإعلام الدولي المنشأ حديثاً في الوزارة، وصفه مجالات الآثار والتراث والسياحة بالقوة الإعلامية الناعمة المؤثرة في الإعلام الدولي، حيث تهتم وتحتفي وسائل الإعلام العالمية بهذه الموضوعات وتنشرها، وهذا ما تبين من تجربة مركز الإعلام الدولي بالوزارة في الفترة الماضية؛ خاصة بعد تغطياته لملتقى آثار المملكة وملتقى ألوان السعودية اللذين نظمتهما الهيئة أخيراً. ودعا الدكتور عواد إزاء ذلك إلى بدء مرحلة جديدة من التعاون بين الوزارة من جهة والهيئة وشركائها لتكثيف العمل الإعلامي المتعلق بتراث وتاريخ المملكة وسياحتها وثقافتها ونشره في وسائل الإعلام العالمية؛ سواء من خلال مركز الإعلام الدولي في الوزارة أو من خلال إعلام الهيئة أو غيرها. ولاشك أن دعوة معالي الوزير هي دعوة مهمة تتطلب الاهتمام والمساندة من كل الإعلاميين وسائل الإعلام المحلية من حيث اهتمامها بإبرار المكانة التاريخية للمملكة التي تتكئ على إرث حضاري وتاريخي عميق وموقع تداول حضاري عبر العصور، إضافة إلى ما تتميز به من مقومات سياحية فريدة، ومن المهم الإشارة إلى أن عدداً من وسائل الإعلام السعودية أصبحت مشاهدة دوليًا، وخدمة الوطن في هذا المجال مسؤولية يتحملها الجميع خاصة مع ما تتعرض له المملكة من حملة تشويه من وسائل إعلام إقليمية ودولية. ولدى هيئة السياحة والتراث الوطني ووزارة الإعلام مصادر عديدة للمعلومات والمواد والصور المتعلقة بالمواقع والمعالم والمشاريع التراثية والسياحية مما يساعد الإعلامي على إعداد مادته، خاصة مع توفر عدد ضخم جدًا من الصور المميزة من شباب المملكة المبدعين المشاركين في ملتقى «ألوان السعودية» الذين سجلت كاميراتهم ملامح من جمال المملكة وأصالتها. جاءت إشادة معالي الدكتور عواد بن صالح العواد وزير الثقافة والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتضيف شهادة جديدة في السجل الشرفي للهيئة المليء بالإشادات بها وبسمو رئيسها الأمير سلطان بن سلمان. ففي كلمته في اللقاء السنوي للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أشاد معالي الدكتور عواد العواد بتميز الهيئة بالعمل المؤسسي الإداري، وأسبقيتها في عمل إستراتيجيات مدروسة، إضافة إلى تميزها بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة، وأن هناك عمل كبير تقوم به الهيئة يجب أن يترجم إعلامياً سواء في الإعلام الداخلي أو الإعلام الخارجي. ومن اللافت تركيز الوزير على موضوعين الأول هو الإستراتيجيات والعمل وفق إستراتيجية مدروسة وواضحة، حيث أكد أنه لا يمكن لأي قطاع من القطاعات أن ينمو ويزدهر وأن يتقدم إن لم يكن لديه إستراتيجية واضحة، وأول من تحدث عن الإستراتيجية في ذلك الوقت هو الهيئة والأمير سلطان بن سلمان، وكان كثير من ينتقض من الإستراتيجيات ولكن لا يصح في النهاية إلا الصحيح، وأي عمل مؤسسي يجب أن يكون مبنياً على إستراتيجية متكاملة. والموضوع الثاني وصفه مجالات إلى أن الآثار والتراث بالقوة الإعلامية الناعمة المؤثرة في الإعلام الدولي، حيث تهتم وتحتفي وسائل الإعلام العالمية بموضوعات الآثار والتراث والسياحية، وهذا ما تبين أيضاً من تجربة مركز الإعلام الدولي المنشأ حديثا في الوزارة. ولاشك أن هذا الرأي المهم من رأس الهرم في الإعلام السعودي يمثل منطلقًا مهمًا لزيادة الاهتمام الإعلامي بآثار وتراث المملكة والتعريف بعمقها التاريخي وبعدها الحضاري في الصحف ووسائل الإعلام الدولية وخاصة ما وصفها معالي الوزير بالصحف المعتدلة وتبيان الأهمية التاريخية للمملكة التي تتكئ على إرث حضاري وموقع تداول حضاري عبر العصور. من المهم مشاركة وسائل الإعلام المحلية في هذه المسؤولية الوطنية، من خلال التركيز على منتج إعلامي يتجاوز الجهات والأشخاص إلى الوطن بشكل عام. وقال: «الحديث عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وما قامت به خلال الأعوام الماضية حديث يطول، فنحن نتحدث عن قطاعين من أهم القطاعات التي ارتبطت ارتباطاً كبيراً بالتنمية الاقتصادية ولكن للآسف الشديد كانت مغفلة لعقود؛ لذلك أن تبدأ من الصفر أو أن تبدأ من بنية تحتية مشوهة لقطاع من القطاعات هو أمر صعب جداً، والناس حتى وقت قريب الناس لا ترى أن قطاعي السياحة والتراث من القطاعات المهمة للأسف الشديد، رغم أن السياحة صناعة متكاملة ورافد اقتصادي لمعظم دول العالم». وأضاف: «قبل إنشاء الهيئة لم نكن حتى نسمع مصطلح السياحة الداخلية، فقد قامت الهيئة بعمل جبار جداً، ومن لا يرى هذا العمل هذا شيء يرجع له، لكن من هو موجود في الدولة يعي أهمية عمل إستراتيجية متكاملة للقطاع، حيث أكد أنه لا يمكن لأي قطاع من القطاعات أن ينمو ويزدهر وأن يتقدم إن لم يكن لديه إستراتيجية واضحة، وأول من تحدث عن الإستراتيجية في ذلك الوقت هو الهيئة والأمير سلطان بن سلمان، وكان كثير من ينتقض من الإستراتيجيات ولكن لا يصح في النهاية إلا الصحيح، وأي عمل مؤسسي يجب أن يكون مبنياً على إستراتيجية متكاملة، والمشروع الآخر هو مشروع الشراكات، وأيضاً هذا من المشاريع المهمة والهيئة هي من أوائل من أسس لثقافة العمل مع الآخرين بروح الشراكة، وليس الهدف من تأسيس الشراكات فقط توقيع على مذاكرات؛ وإنما كان هناك عمل وبرامج تنفيذية على أرض الواقع، مما أسهم أيضاً في تطوير قطاع السياحة بشكل كبير، كما أن الهيئة أول من أسس مركزاً للمعلومات وكان هناك في ذلك الوقت من يرى أن هذا إسراف وليس هناك حاجة، لأن كثيرًا من المدارس الإدارية تعتقد أن العمل يجب أن يكون عملاً يومياً، وهذه مشكلة كبيرة جداً، وهذا ويعيث من التنمية في المملكة». ونوَّه معاليه بجهود الهيئة في تطوير قطاع السياحة وتسجيع الاستثمار السياحي وتنظيم وتطوير القطاع الفندقي، إضافة إلى حماية الآثار وتأهيل المواقع التراثية واستعادة الآثار الوطنية ونشر الوعي بأهميتها، إضافة إلى تسجيل عدد من المواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي باليونسكو. وأضاف: «أنا أعي أهمية ذلك سواء عندما كنت أعمل في وزارة الخارجية وأيضاً العمل الآن في وزارة الثقافة والإعلام لأننا نتحدث عن ما يسمى القوة الناعمة، المتمثلة في الاحتفاء والاعتناء بالآثار والتراث الوطني وتمكينها مما يكسب أهمية استثنائية، ومن تجاربنا في تغطية بعض الفعاليات التي نظمتها الهيئة أخيراً في مجالات الآثار والتراث والسياحة وبثها لوسائل الإعلام الدولية وجدنا ردة فعل إيجابية جدًا من وسائل إعلام لم نعرف منها إلا النقد والهجوم على كل ما يتعلق بالمملكة، فنحن نتحدث عن صورة الدولة هي ليست فقط وضعاً اقتصادياً وعن قوة اقتصادية مربوطة بسلعة واحدة؛ وإنما تتحدث عن تاريخ وعراقة تتحدث عن ثقافة وتتحدث عن أمة قامت بهذه الأرض وتركت أثراً كبيراً وأثرت في الإنسان والمكان، لذلك أنا اعتقد إن هذا الأمر مهم جداً، وأنا سعيد جداً بأن أرى هذا الاهتمام على كل شرائح المجتمع بما تقوم به هيئة السياحة والتراث الوطني». وأكد معاليه أن الوزارة مهتمة بالتعريف بمكانة المملكة التاريخية وعمقها التاريخي والحضاري وهو المنتج الذي تتعاون الوزارة فيه مع الهيئة. وأضاف: «ما تقدمه هيئة السياحة والتراث الوطني محتوى رائع، محتوى بالفعل يجذب ويشد الإنسان، وأغلب ما فيه أيضاً يأتي من جذور هذا الوطن، ليس بما يسمى القشور في المباني، المباني موجودة في كل مكان كل دولة تستطيع أن تبني ناطحات سحاب، ولكن لا تستطيع أن تبني إرثاً حضارياً تراثياً عريقاً؛ لذلك نحن عملنا مع الزملاء في هيئة السياحة ولكن في انتظار المزيد لأنه هناك عمل كبير يقوم به سمو الرئيس وزملائه وهذا العمل يجب أن يترجم إعلامياً سواء في الإعلام الداخلي أو الإعلام الخارجي، ومن أهم البرامج التي نعمل عليها في وزارة الثقافة والإعلام، ولها ارتباط كبير مع هيئة السياحة والتراث الوطني هو مركز التواصل الدوالي الذي يهتم بنقل الصورة الإيجابية للمملكة في وسائل الإعلام الدولية، ونحن عندما نتحدث عن السياحة والثقافة والتراث فنحن نتحدث عن لغة يتحدثها الجميع، ولا يستطيع عادة أي إنسان إنه يختلق فيها أو يوجد فيها قصة سلبية؛ لذلك في تعاملنا مع هيئة السياحة وتغطيتنا لملتقى ألوان السعودية والفعاليات الأخرى وملتقى التراث كان هناك ردة فعل إيجابية، من صحف عرفت بالسلبية في تعاملها مع المملكة، وغطت استعادة المملكة للكثير من القطع الأثرية والجهود التي تقوم بها الحكومة في سبيل أيضاً إعادة ترميم الكثير من المدن والقرى التراثية وفتحها أيضاً للناس وكان لها صدى كبير جداً». تكريم ضيف اللقاء.. وقد كرمت الهيئة ضيف لقائها السنوي، حيث سلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة إهداء لمعالي وزير الثقافة والإعلام من المنتجات الحرفية المحلية. وتضمن اللقاء تكريم عدد من الجهات والشخصيات التي أسهمت في دعم الهيئة وقطاع السياحة والتراث الوطني. ضيوف اللقاء السنوي وقد اعتادت الهيئة على أن تستضيف في لقائها السنوي شخصية بارزة أسهمت في دعم السياحة المحلية والتراث الوطني. وتأتي استضافة الهيئة لهذه الشخصيات في إطار تعزيز ثقافة الشراكة مع القطاعين العام والخاص بوصفهما الشريك الرئيس في إحداث التنمية السياحية، وذلك من خلال استضافة أمراء المناطق ورؤساء مجالس التنمية السياحية ذوي التجارب الناجحة في التطوير السياحي والإداري، والوزراء للالتقاء بمنسوبي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سنوياً والحديث عن تجربتهم. وتقوم الهيئة في لقائها السنوي أيضاً بتكريم عدد من الشخصيات والجهات التي أسهمت في دعم السياحة الوطنية. ** **